مدونة كاتب إماراتي

مدونة ترسم كلماتها أقلام إماراتية مبدعة ، تحمل هم الوطن ، وتكتب دفاعا عنه ، بفكر معتدل ، ورؤية وسطية

نهج الفوضى والعنف في فكر سعيد حارب

تتعد صور الترويج لمناهج العنف والفوضى لتلتقي جميعها في هدف أسود واحد يبرر فيه أصحابه استعمال القوة وإراقة الدماء لضرب الأنظمة والإطاحة بالحكومات والاستيلاء على الحكم تحت شعارات براقة من قبيل رفع الظلم ومقاومة الطغيان واسترداد الحقوق وغير ذلك.
ولقد كان سعيد حارب أحد المروجين لمناهج العنف والفوضى بطرق ماكرة.
ومن صور ذلك: المدح والثناء الذي كاله سعيد حارب للمنظِّر التكفيري حاكم المطيري ووصفه له بأنه صاحب خطاب متميز!!

فمن هو حاكم المطيري يا ترى؟
هو أحد رؤوس التكفيريين والثوريين في الخليج وأحد كبار المنظِّرين لنهج الفوضى والعنف عند الجماعات التكفيرية والإرهابية وأحد المغرضين المحرضين ضد دولة الإمارات ودول الخليج وأحد المجاهرين بالثورة عليها.
يقول المطيري في تغريدة له: “ما تشهده الإمارات من اعتقالات للإصلاحيين يؤكد ما توقعناه من أن الخليج يعيش إرهاصات تغيير لن يكون أقل مما جرى في دول الربيع العربي”!!
ويقول أيضا: “مادامت محاكم التفتيش تقام لمحاكمة العلوان وأعضاء حسم ومحاكمة الإصلاحيين في الإمارات ومحاكمة المغردين في الكويت فالحل الربيع الخليجي”!!
ويقول: “الخليج بات على فوهة بركان يوشك على الثورة وسيتفاجأ به الظالمون والمترفون”!!
ويقول: “الخليج يشهد إرهاصات ثورة أقرب مما يتصور الواهمون في بروجهم العاجية”!!
ويقول: “الثورات العربية ستظل مهددة ما لم يحدث الإصلاح والتغيير في الخليج العربي”!!

هذا كله غيض من فيض من تحريضات المطيري على الثورة ضد دول الخليج.
وهي أمثلة قليلة جدا مما ملأ به المطيري كتاباته من إسقاط شرعية أنظمة دول الخليج والطعن الصريح فيها واتهامها بالعمالة والطغيان والاستبداد إلخ.
فهل هذا هو الخطاب المتميز الذي تريده يا سعيد حارب؟!!
هل تريد أن تصدِّر الثورات إلى دول الخليج لإسقاط أنظمتها بالترويج لأمثال المطيري؟!!
فمع ذلك الكم الشنيع من تحريض المطيري على دول الخليج لا تجد من سعيد حارب إلا الثناء عليه ووصفه إياه بصاحب الخطاب المتميز!!
فعلى ماذا يدل هذا؟!!
ويقول المطيري مقرِّرا استخدام القوة لتغيير الأنظمة: “إزالة الطغيان ودفع الظلم له وسائله يبدأ بالكلمة الحرة وينتهي بالقوة والثورة”!!

فهل هذا ما يريده سعيد حارب؟!!
وحاكم المطيري هو الذي يصف قرينه في الفكر التكفيري والإرهابي حسن الدقي بالشيخ المجاهد ويصف كتابه (ملامح المشروع الإسلامي) بأنه أفضل كتاب في موضوعه.
فما هو هذا الكتاب؟
هو الكتاب الذي روج فيه الدقي لفكرة الانقلاب العسكري والثورة المسلحة ضد جميع الأنظمة السياسية في بلاد المسلمين!!

فهل هذا ما يريده سعيد حارب؟!!
ولم يكتف سعيد حارب بهذا المديح للتكفيري المطيري فقط وإنما أضاف إلى ذلك أيضا الترويج لكتابه الثوري (الحرية أو الطوفان).

فما هو هذا الكتاب؟
هو الكتاب الذي روج فيه المطيري لوجوب إسقاط الأنظمة ولو باستعمال بالقوة!!
وهو الكتاب الذي كفَّر فيه المطيري أكثرة الأنظمة القائمة اليوم وأوجب الخروج عليها!!
يقول المطيري في كتابه المذكور: “إن أكثر الأنظمة اليوم ليست هي الأنظمة التي توصف بالجور الذي اختلف العلماء في شأنه، بل هي الأنظمة التي توصف بالكفر الذي أجمع العلماء على وجوب الخروج عليها لمن استطاع”!!
وهو الكتاب الذي أوجب فيه المطيري على الحركة الإسلامية العمل من أجل السلطة والتقاتل في سبيلها واعتبر كل فعل سوى ذلك وإن عاد بالخير والصلاح جهدا سلبيا قاصرا!!
يقول المطيري: “إن على الحركة الإسلامية أن تدرك أن جميع الحركات الإصلاحية في العالم كله إنما حققت مشاريعها الإصلاحية عن طريق السلطة، ولا سبيل إلى تحقيق الإصلاح أو نهضة أمة إلا بإصلاح السلطة نفسها، فبصلاحها يتحقق إصلاح المجتمع ونهضته، وكل جهد يبذل في غير هذا الاتجاه لا يمكن أن يحقق الإصلاح العام للمجتعات الإسلامية وإن عاد على بعض الأفراد بالخير والصلاح”!!
إلى أن يقول: “إن على الأمة أن تشق طريقها إلى تحقيق نهضتها بكل وسيلة مشروعة سلمية كانت أو ثورية برضا السلطة ومشاركتها أو دون رضاها ومعارضتها، فللشعوب الحق أن تقاتل دون دينها وحريتها وحقوقها وكرامتها”!!
وأخيرا فهذا الكتاب الذي ختمه المطيري بقوله:”إنه من دون الشك لن تصل الأمة إلى برد اليقين ونعيم الحرية بل ستظل ترسف في أغلال الوهم وجحيم العبودية وليس أمامها للخروج من هذا التيه سوى الثورة أو الطوفان”!!
فهذا الكتاب مليء من أوله وآخره بالأفكار الثورية والتكفيرية!
فما معنى ترويج سعيد حارب لمثل هذا الكتاب؟!!
وعلى ماذا يدل ذلك؟!!
ومن الفكر الفوضوي لسعيد حارب أيضا قوله: “إن الشعب قادر على حفظ أمنه حتى ولو غابت أجهزة الأمن”!! [مقال: رسائل من بر المحروسة].
نعم! هذا ما يريده سعيد حارب وهذا ما يزعمه!!
فلا حاجة في نظره إلى وجود أجهزة أمنية تحفظ للناس أمنهم، بل الشعب عنده قادر على فعل ذلك بنفسه!!
ومن ذلك أيضا: ترويج سعيد حارب للشاعر الثوري أحمد مطر وقصيدته (الحرية) التي يدعو فيها للخرج المسلح على الأنظمة ويعتبر ذلك هو معنى الحرية المسلوبة!!

يقول أحمد مطر في قصيدته المذكورة التي يروج لها سعيد حارب:
أسفي أن تخرج أجيال … لا تفهم معنى الحرية
لا تملك سيفا أو قلما … لا تحمل فكرا وهوية
ويقول:
الحرية نبت ينمو … بدماء حرة وزكية
يعلو بسهام ورماح … ورجال عشقوا الحرية
إن تغفل عن سيفك يوما … فانس موضوع الحرية
ويقول هذا الشاعر الأفاك في قصيدته المذكورة مستهزئا بالحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه في طاعة ولاة الأمر محرِّفا معانيه على سبيل التشنيع والتنفير:
لو يأخذ مالك أجمعه … أو يسبي كل الذرية
أو يجلد ظهرك تسلية … وهوايات ترفيهية
أو يصلبنا ويقدمنا … قربانا للماسونية
فله ما أبقى أو أعطى … لا يسأل عن أي قضية
ذات السلطان مقدسة … فيها نفحات علوية
فهل يريد سعيد حارب دعوة الناس إلى شحذ السيوف ليقارعوا بها الأنظمة ويستردوا الحرية المزعومة؟!!
ألم يقل سعيد حارب: ” لقد ضحى التونسيون بدماء أبنائهم من أجل استعادة حريتهم” [مقال: الخبز والكرامة]؟!!
ألم يقل في تغريدة له: “هناك نضال طويل وتضحيات مهدت لهذه الثورات ولا يمكن إغفال دور من أسس لذلك”؟!!

وليس بغريب أن يروج سعيد حارب لهذه القصيدة بما تحمله من استهزاء وهو القائل: “وجاءت تلك الفتاوى من بعض المشايخ من بر المحروسة وغيرها تتحدث عن لزوم طاعة ولي الأمر وعدم السير خلف الدهماء، لأنه لا يجوز الخروج على الحاكم حتى لا يقع الحكم بيد الليبراليين أو الماركسيين!! وأن التعامل مع ولي الأمر لا يكون إلا بالنصح سراً أو بالكتابة له!! ولا أعلم إن كان صاحب الفتوى يعرف الفرق بين الليبراليين والماركسيين، أو كان يتحدث عن الخروج على عمر بن الخطاب، أو حتى هارون الرشيد؟”!! [مقال: رسائل من بر المحروسة].
نعم! إنه مهما تظاهر أو توهم سعيد حارب من أنه وسطي ومعتدل فهو من بكل تأكيد من المروجين للفوضى والعنف.
وهذه نهاية طبيعية للطريق الذي يسلكه سعيد حارب وأمثاله!

سعيد حارب والدور الخطير في تصدير الثورات

في زمن أحوج ما يكون فيه الإنسان إلى التحلي بالنظرة المتزنة التي تنير له الطريق إلى بناء نفسه وبناء مجتمعه وبناء دولته ووطنه إذا بالبعض يدير ظهره لهذه المعاني كلها ويستميت في نشر أفكار الهدم والضياع والفوضى وذلك بالترويج للأفكار الثورية الفوضوية التي ساهمت في ضياع شعوب وخنقها بأيادي البؤس والشقاء.
ومن هذه الشخصيات التي ساهمت بصورة علنية في تأييد الثورات ودعمها والتنظير لها والغناء على أوتارها المميتة بل وهددت بها دول الخليج وحكوماتها وحرضت الشباب عليها بطرق ماكرة متلوية الدكتور سعيد عبد الله حارب.
نعم! لقد كان سعيد حارب يمارس دورا محددا واضح المعالم، وإذا كان غيره قد مارس أدوارا أخرى فقد كان دوره هو محاولة تصدير الثورات إلى دول الخليج بطرق ماكرة مبنية على تكثيف الخطاب الثوري لا على وجه تأييد ثورات بعينها في بلدان معينة وإنما على وجه التنظير للفكر الثوري عموما واعتبار الثورات وسيلة وحركة وآلية ومشروع للتغيير والإصلاح في المجتمعات.
وقد لا يتصور البعض حجم الخطاب الثوري في كتابات سعيد حارب فيظن أن الأمر كلمة أو كلمتين أو تأييد لثورة أو أخرى، والأمر في الحقيقة أبعد من ذلك بكثير، فهي مقالات متوالية وتنظير مستمر للفكر الثوري، وها نحن نسرد نماذج من هذا الخطاب الثوري للوقوف على حقيقة دور سعيد حارب في مشروع الفتنة والتحريض.
فمن الأساليب التي اتبعها سعيد حارب في الترويج للثورات:
(1) وصف الثورات بأنها نبعت من فوهة الحرية وأنها استجابة لدعوات الكرامة والطريق الممهد إلى الديمقراطية وأنها تجسيد للمبادئ الإنسانية.
يقول سعيد حارب: “ثورتا تونس ومصر كانتا بحراك داخلي صرف، ولم تكونا استجابة لدعوات خارجية على الرغم من تأثرهما بما يدور في العالم من دعوات الحرية والديمقراطية” [مقال: تجليات المشهد العربي].
ويقول أيضا: “الثورات الحالية جعلت العرب يدخلون مرحلية الثورية بالمشروعية السياسية التي تنبع من فوهة الحرية”! [مقال: ماذا بعد الربيع].
ويقول أيضا في المقال نفسه: “ولعل التجربة الليبية خير مثال على أن القوة لا يمكن أن تقف أمام مطلب الشعوب في الحرية”!
ويقول أيضا: “الثورات العربية لم تخل من رؤية قامت على المبادئ الإنسانية كالحرية والديمقراطية وسيادة القانون والعدالة ومحاربة الفساد”!
ويقول: “إن الذين خرجوا في شوارع المدن التونسية والمصرية والعربية لم يكونوا يبحثون عن طلاسم يعمل المنظرون على فكها وتحليلها، بل عن شيء اسمه الحرية” [مقال: أشواق الحرية].
ويقول أيضا: “لقد خرجت الملايين في تونس ومصر، تلبي نداء الحرية، وتجاوبت معها أصداء العرب في كل مكان، فالحرية ليس لها وطن ولا نسب، لذا قد يصبح من اللغو أن نسأل: عن أي البلدان العربية التي يمكن أن يتكرر فيها السيناريو التونسي أو المصري، إذ إن السؤال الذي يمكن أن نطرحه: أي المجتمعات تغيب عنه الحرية والعدالة، ثم نستنتج بعد ذلك الإجابة!!” [مقال: أشواق الحرية].
ويقول أيضا: “لقد ضحى التونسيون بدماء أبنائهم من أجل استعادة حريتهم، ولذا لا يمكن فهم حركة الشعب التونسي على أنها حركة خبز بل هي حركة كرامة!!” [مقال: الخبز والكرامة].
ويقول: “يكفي هذا الجيل أنه قاد شعوبه إلى صناديق الاقتراع، فالعرب لم يعرفوا الطريق النزيهة إلى صناديق الانتخاب إلا على يد الشباب، ولم يعرفوا الديمقراطية الحق منذ أن سمعوا بها إلا بتضحيات هؤلاء الشباب، ولذا فهم أصحاب الحق الرئيسي في الحكم على نتائج ثوراتهم وتقويمها إذا احتاج الأمر لذلك” [مقال: ماذا بعد الربيع].
(2) اعتبار الثورات وسيلة للإصلاح واسترداد الحقوق.
يقول سعيد حارب: “وبدلا من ذلك فقد تمت هيمنة الحزب القائد أو الزعيم الواحد وسيطرة الأجهزة الأمنية، وانتشار القمع والتعذيب والتشريد، وغياب الحريات والكرامة الإنسانية، حتى لم يجد الناس أمامهم سوى الثورة لإصلاح أحوالهم والعيش في هذا العصر الذي اتسعت آفاقه” [مقال: ضيعة تسويف].
(3) اعتبار الثورات طريق الخروج من التخلف.
يقول سعيد حارب: “أما الثورة في اليمن فقد أعطت بسبعة أشهر من سلميتها ومئات الضحايا أنها ثورة سلمية حتى النخاع، وهم مصرون على المضي بهذه الثورة حتى النهاية لأن اليمنيين يعلمون أن هذه الثورة هي طريقهم للخروج من قعر التخلف” [مقال: الوطن المنسي].
(4) اعتبار الثورات أساليب سلمية مشروعة لتحقيق الأهداف.
(5) وصف الثورات بأنها البديل عن مشروع العنف.
(6) اعتبار الثورات واجهة حضارية مشرفة للعرب والمسلمين أمام العالم.
(7) اعتبار الثورات نموذجا للتلاحم الشعبي والوحدة الوطنية.
يقول سعيد حارب: “لكن أبرز مستجدات العرب وهي الثورات الشعبية جاءت لتقدم نفسها بديلا عن مشروع العنف الذي كانت الأنظمة تستند عليه لتبرير قمعها للشعوب بدعوى مواجهة الإرهاب أو الحرب عليه، فجاءت الثورات الشعبية السلمية لتقرر مبدأ مهما وهو أنها بأساليبها السلمية المشروعة تستطيع أن تحقق أهدافها المشروعة أيضا، وأن ما عجز مشروع العنف عن تحقيقه في ثمانية عشر عاما استطاع الشعب المصري تحقيقه في ثمانية عشر يوما!! بل إن هذه الثورات استطاعت أن تغير إلى حد كبير الصورة السلبية التي رسمها مشروع العنف عن العرب والمسلمين، بل تكسب مزيدا من التعاطف والاهتمام الدولي لقضاياهم، وتحقق أفعالا كثيرة على الأرض فقد أعادت الحضور العربي على المستوى الدولي، وأعادت للقضية الفلسطينية روحها التي كادت تئِدها الأنظمة السابقة تحت دعوى مواجهة الإرهاب، بل أسقطت الورقة التي كانت الأنظمة تلوح بها في وجه كل مطالب بالحرية والديمقراطية، كما أن هذه الثورات تجاوزت البعد الفئوي للمجتمع من خلال تقسيمه قبليا أو حزبيا أو عرقيا أو دينيا، وقدمت نموذجا للتلاحم الشعبي وهو ما لم يستطع مشروع العنف أن يقدمه أو يتعامل معه. إن تراجع مشروع العنف قد بدت ملامحه لتحل محله إرادات الشعوب، وليس هناك مبرر أن يتم قمع حركات الشعوب المطالبة بحقها المشروع في الحرية والمشاركة والديمقراطية وسيادة القانون، فلم تعد الشعوب مؤمنة بمشروع العنف لكنها مؤمنة بمشروعها السلمي” [مقال: هل تراجع مشروع العنف].
ويقول: “لا يستطيع تيار واحد أن يزعم أنه وحده المحرك لهذه الثورات، وهذا ما أضفى عليها وحدة وطنية انعكست على مرحلة ما بعد الثورة” [مقال: الإسلام والديمقراطية في زمن الثورات].
(8) التحسر على تأخر الثورات وادعاء أن تأخرها راجع على حد قوله إلى ثلاثة أسباب: الأول: تخويف الأنظمة العربية الدكتاتورية من إسرائيل، الثاني: عدم نضج التجربة السياسية للأجيال العربية، الثالث: الرغبة الغربية في الهيمنة على المنطقة العربية! [مقال: لماذا تأخر الربيع؟].
هكذا يتحسر سعيد حارب على تأخر الثورات ويعتبر وقوعها دليلا على النضج السياسي!!
ويقول أيضا: “إن ربيع العرب قد تأخر عشرين عاما، لكنه لم يخلف الموعد”!! [مقال: رسائل من بر المحروسة].
(9) وصف الثورات بأنها تجربة إنسانية متميزة.
يقول سعيد حارب: “قد انخلع جيل الشباب الثائر من القيود الفكرية التي تحد من حركته وتصوراته، ووضع قدمه على الطريق وتبعه الجميع، وهي تجربة إنسانية متميزة”! [مقال: ماذا بعد الربيع].
(10) اعتبار الثورات اللحظة التاريخية التي أعادت الهوية والقوة للإنسان العربي وأرجعت إليه ذاته.
يقول سعيد حارب: “إن الأيام القليلة الماضية بينت أن العرب يعيشون حالة تحول واكتشاف لذاتهم التي غابت عنهم سنوات طويلة، وما حدث هو استرجاع لهذه الذات، أو عودة للوعي، فمنذ سنين والعرب يمارسون دور الفرجة على ما يدور حولهم، ولم يتجرأ أحدهم ليعلق جرس التغيير، ورغم كل التحولات التي كانت تدور حولهم فإنهم بقوا مستعصين على التغيير، بل إن القابلية للتغيير كانت تقترن بالفوضى في مخيلة الإنسان العربي، لا فرق بين نظام ومواطن، لكنهم اكتشفوا أخيراً أن الحرية هي النظام، ولا بديل عن الحرية سوى الفوضى أو الدكتاتورية، إذ لا يستقيم شأن الحياة بالفوضى، ولا تتقدم بالدكتاتورية، لذا فإن الذين كانوا يهتفون في شوارع تونس ومصر ضد النظام، كانوا يهتفون في الوقت نفسه ضد الفوضى والدكتاتورية [مقال: أشواق الحرية].
ويقول أيضا: “نفض العرب يدهم من هدايا العم السامة، وعلموا أن جلدهم لا يحكه إلا ظفرهم، وعند أول حكة اكتشف العرب جهلهم بقوتهم، فكانت شرارة البوعزيزي في أطراف تونس، تضيء ليل ميدان التحرير بالقاهرة، ولم يكتشف العرب قوتهم فقط، بل اكتشفوا إمكانياتهم المبدعة المخبأة في الطاقات الشابة التي تبحث عن مكان تحث الشمس قبل أن تبحث عن طعم الخبز، واكتشفوا عالما افتراضيا وشبكات من التواصل الاجتماعي لم تكن للدردشة والمعاكسات كما تقول التقارير والدراسات الأكاديمية الصماء، بل كان هذا التواصل يؤسس لجيل جديد لا ينقطع عن انتمائه، لكنه يتطلع لأن يكون حاضراً على صفحة الحياة، شأنه شأن البشر في العالم، وأن إهلاكه بالبحث عن لقمة العيش لم يمنعه أن ينقب في صفحات الحرية، فالحرية تأتي قبل الخبز دائما، وبالمقابل اكتشف العرب أنه ليس بالأمن وحده يحيا الإنسان، فما قيمة الأمن إذا فقد الإنسان كرامته، كما أن الأمن هو أمن الوطن، كل الوطن، وليس النظام وحده، وأن الشعب قادر على حفظ أمنه حتى ولو غابت أجهزة الأمن، بينما يعجز الطغاة عن السير خطوات دون إخلاء الشوارع الجانبية، لأنه حين تغيب العدالة يغيب الأمن”!! [مقال: رسائل من بر المحروسة].
(11) اعتبار الثورات الطريق لزوال القمع والفساد والتخلص من هيمنة الزعيم الأوحد.
يقول سعيد حارب: “أصر الثوار العرب على سلمية ثوراتهم حتى وهم يتلقون رصاص أنظمتهم مما أكسبهم احترام العالم وتعاطفه، وكشفوا بذلك كثيرا من الأوهام التي صنعتها نظمهم حين خوفتهم أنه لا حل إلا بوجود الزعيم القائد الملهم، وإن زواله زوال للبلاد والعباد، فاكتشفوا أن زواله لم يكن إلا زوالا للقمع والفساد والتخلف وهيمنة الحزب الواحد والزعيم الأوحد، وأن الأنظمة الأكثر بطشا هي الأنظمة الأكثر قابلية للزوال، وأن أي فوضى أو مشكلات قد تنجم عن زواله ليست إلا كآثار المرض عند التماثل للشفاء”!! [مقال: ماذا بعد الربيع؟].
(12) اعتبار الثورات إحياءً لحركة الشارع وإعطاءه الدور الذي تم تغييبه.
يقول سعيد حارب في إحدى تغريداته: “الثورات أنتجت نخبا جديدة وأعطت للشارع دورا بعد أن تم تغييبه لسنوات طويلة”.
(13) اعتبار الثورات أمل المثقفين العرب وغايتهم المنتظرة.
يقول سعيد حارب في إحدى تغريداته: “الثورات العربية فاجأت المعرفة عند المثقفين العرب فقد كانوا ينتظرونها لكن لم يتوقعوها”!
(14) التحريض على مزيد من الثورات.
يقول سعيد حارب: “وكل هؤلاء هربوا بثورات شعبية في فترة لم تتجاوز ثلاثة عقود، وبات من يسأل: من التالي؟ لا تسألوا الطغاة.. اسألوا الشعوب؟”!! [مقال: صناعة الطغيان].
(15) وصف الشعوب التي لا تثور على حكامها بالضعف والخوف.
يقول سعيد حارب: “إن تجارب هرب الطغاة تشير إلى أن الطغيان لا يسود بقوة الدكتاتور أو طغيانه، بل بضعف الشعب وخوفه وتردده” [مقال: صناعة الطغيان].
ويقول في تغريدة له: “لقد تم تخويفنا من أن غياب الرؤساء الذين سقطوا سيؤدي إلى ضياع الدولة وقد تبين غير ذلك”؟!!

(16) استرخاص ما نتج عن الثورات من مفاسد وتشبيهها بآثار المرض عند التماثل للشفاء!!
يقول سعيد حارب: “إن الأنظمة الأكثر بطشا هي الأنظمة الأكثر قابلية للزوال، وأن أي فوضى أو مشكلات قد تنجم عن زواله ليست إلا كآثار المرض عند التماثل للشفاء”!! [مقال: ماذا بعد الربيع؟].
ويقول أيضا في تشبيه آخر عجيب: “إننا لا نستطيع أن نطلب ممن ولد بالأمس أن يمشي في اليوم الثاني من ولادته”!! [مقال: عام من الثورات العربية.. ماذا تحقق؟].
فهذه نماذج من الدور الخطير الذي مارسه سعيد حارب في تصدير الثورات.
نعم! لقد كان سعيد حارب يتفنن في تصدير الثورات وتجميل صورتها والانتشاء بسمومها ويتهم من لا يثور بالضعف والخوف.

عذر أقبح من ذنب يا سعيد حارب

تكشف المواقف عن معادن الرجال.
وهذا ما حصل تماما مع الدكتور سعيد حارب الذي آثر وبكل إصرار وعلى طريقة المجاهرة والعناد أن يغرد خارج السرب وكأنه لا يعنيه الوطن في شيء.
والسؤال: هل أكتفى بذلك يا ترى؟!
كلا لم يكتف بذلك أبدا، بل ذهب إلى أبعد من هذا بكثير حينما آثر وبكل برود أن يغرد في عش الدبابير نفسه عندما آثر أن ينشر مقالاته في صحيفة جعلت من نفسها منبرا لتوجيه الإساءات إلى دولة الإمارات، ناهيكم عن مدير تحريرها صاحب البذاءات والإساءات والتطاولات ضد دولة الإمارات وشيوخها وأبنائها.
كل ذلك الكم الكبير والمعلن من الإساءات الفاحشة التي صدرت من هذه الجريدة ومن مدير تحريرها بالتحديد والتي علم بها الصغير والكبير والعدو والصديق وطاش فحشها في الآفاق لم يحرك في سعيد حارب ذرة واحدة من الإحساس بفداحة فعله المستهجن من الكتابة في هذه الجريدة والترامي في أحضانها!!
بل واظب على الكتابة فيها الأسابيع تلو الأسابيع والشهور تلو الشهور رغم الإساءات البالغة والمتكررة الصادرة منها ومن مدير تحريرها متعاميا عن هذه الإساءات كلها متجاهلا تماما مشاعر أبناء الوطن تجاه هذا الفعل المسيء.
فلقد أتحف سعيد حارب هذه الجريدة ومدير تحريرها بالمقالات تلو المقالات حتى فاقت مجموع مقالاته في هذه الجريدة 130 مقالا كان آخرها يوم الاثنين الماضي بتاريخ 3/2/2014!!
فعلى ماذا يدل كل هذا التجاهل والتعامي وإغلاق الأعين والآذان عن مواقف هذه الجريدة ومدير تحريرها ضد دولة الإمارات؟!!
على ماذا يدل هذا النهج العجيب الذي جاهر فيه سعيد حارب بالكتابة في جريدة تسيء ويسيء مدير تحريرها إلى الوطن من دون أن يصدر منه كلمة إنكار واحدة؟!!
هل الذي يملأ المقالات بالكلمات والأحرف والسطور والفقرات والتحليلات والأرقام يعجز عن أن يكتب كلمة واحدة يستنكر فيها على هذه الجريدة ومدير تحريرها ما بدر منهم من إساءة تجاه دولة الإمارات؟!!
ماذا يعني مثل هذا التصرف المستهجن؟!!
وما معنى ذلك عند المنصفين والعقلاء؟!!
هل يظن سعيد حارب بأن الناس لا يفهمون أو لا يعقلون فيستغفلهم مثل هذا الاستغفال الشنيع؟!!
وهل بلغ الوطن عنده بهذه المنزلة الرخيصة التي يعجز فيها عن الرد على إساءات المسيئين لها وفي منبر يكتب فيه ولو بكلمة واحدة؟!!
بل هل بلغ الوطن عنده بهذه المنزلة الرخيصة التي يسترخص فيها الكتابة في جريدة آذت وآذى مدير تحريرها هذه الدولة وأبناءها؟!!
بأي ميزان يحكم أو ينظر سعيد حارب؟!
والأقبح من ذلك كله ردة فعله تجاه الانتقادات التي وُجِّهت إليه في وسم (#سعيد_حارب_كاتب_العذبة) بسبب موقفه المستهجن هذا!
فماذا كان منه تجاه هذه الانتقادات؟!!
هل أعلن خطأه؟!!
هل اعتذر للشعب الإماراتي عن فعلته المزرية؟!!
هل وهل وهل؟!!
لم يصدر منه شيء من ذلك على الإطلاق!!
بل بدلا من أن يفعل ذلك سخَّر ابنه ليتكلم على لسانه بكلمات باردة غريبة وآثر هو الصمت المريب من دون أن ينبس بكلمة واحدة!
فماذا قال على لسان ابنه يا ترى؟
يقول ياسر حارب: “أبلغني الوالد قبل قليل بقراره ترك صحيفة العرب القطرية احتجاجا على مواقف عبد الله العذبة تجاه الإمارات”!!
ثم يقول ياسر:”الوالد يكتب في العرب القطرية منذ سنوات قبل أن يرأسها العذبة، وتوقف الآن عن الكتابة فيها بعد أن ساءت مواقفها تجاهنا”!!
هكذا نقل ياسر حارب عن والده!!
فلا اعتذار ولا تخطئة ولا شيء من ذلك على الإطلاق!!
بل التمادي والاستغفال وكأن الناس لا عقول لها عند ياسر وأبيه!
فهل كانت إساءات العذبة إلى دولة الإمارات منذ ساعات قليلة أو حتى منذ أيام أو أسابيع؟!
أم أنها منذ شهور طويلة وبإساءات بالغة سافرة متكررة معلنة؟!!
فأين كان سعيد حارب طوال هذه الشهور كلها؟!
وأين كانت مواقفه تجاه تلك الإساءات الفاضحة المتكررة؟!!
وهل كانت تلك الإساءات خفية لا يعلمها أحد أم كانت إساءات سافرة على رؤوس الأشهاد؟!!
وهب أن سعيد حارب أخطأ هذا الخطأ الشنيع ثم تراجع فأين اعترافه بالخطأ؟!!
وأين اعتذاره عن تصرفه المستهجن؟!!
ألا يستحق منه الوطن كلمة اعتذار واحدة يقول فيها بصوت صريح مسموع: نعم أنا أخطأت تجاه الوطن وها أنا ذا أصحِّح موقفي؟!!
ما الذي يمنعه من ذلك؟!
وماذا كان يضيره أو يُنقص من قدره لو قال: نعم لقد أخطأت وأنا أعتذر.
ماذا كان يضيره ذلك؟!!
بل بدلا من ذلك يبرر له ابنه موقفه المشين في تصرف عجيب آخر بادعاء أن والده كان يكتب في الجريدة قبل أن يترأسها العذبة.
والسؤال الذي يطرحه كل من خالجت الوطنية نفسه: وعلى فرض أن ذلك كذلك فهل يسوِّغ له هذا الاستمرار في الكتابة رغم الإساءات والتطاولات؟!!
في أي ميزان يسوغ ذلك؟!!
إنه عذر بارد ممجوج يصدق فيه قول القائل: عذر أقبح من ذنب.

محمد عبد الله المطر وقنطرة الإرهاب والخيانة

كعادة عملاء التنظيم الإخواني أطلق المدعو محمد عبد الله المطر البذاءات التي لا يستغرب صدورها من أمثاله ضد دولة الإمارات وقادتها وأهلها، واصفا قيادة هذا البلد بالأوصاف النابية، وواصفا أبناء المجتمع الإماراتي الذين لا يألون جهدا في الدفاع عن دولتهم بالشبيحة والعبيد والمجرمين إلى آخر القاموس الإخواني المعهود من السباب والشتائم والبذاءات.
وإذا نظرنا إلى الميزان العلمي فإن المطر هو الأحق بتلك الأوصاف وأضرابه من المتحزبين لتنظيم الإخوان …
فهم شبيحة هذا التنظيم الأسود …
وهم المجرمون المتعصبون له ضد كل كلمة حق تجلي الحقائق وتكشف فساد التنظيم البائد …
فهم مستعدون في سبيل التنظيم الإخواني إلى أن يفعلوا الأفاعيل …
أن يتجردوا من القيم والأخلاق …
وأن يخونو أوطانهم …
وأن ينصبوا المشانق لخصومهم …
وأن يحرفوا نصوص الشريعة الغراء …
وأن يغلِّفوا ذلك كله بالشعارات الجوفاء الكاذبة …
فهم في الحقيقة قنطرة الإرهاب والخيانة …
بل هم غارسوا هذه البذور السوداء المسمومة بأيديهم …
فها هو محمد عبد الله المطر يقول على حسابه في تويتر دفاعا عن مرسي ضد تهمة الخيانة:”إن صح التخابر مع حماس فهذا شرف”!!

يعتبر المطر التخابر مع منظمة حماس ضد المصالح المصرية شرفا وأيما شرف!!
فماذا يمكن أن يُنتظر من أمثال هؤلاء الخونة الذين يبيحون لأنفسهم التخابر مع المنظمات الخارجية ضد بلدانهم وأبناء جلدتهم؟!!
ونقول للمطر: إذا كنت تتشرف بالتخابر مع حماس فإننا نتشرف بالانتصار لديننا ووطننا ونرد على كل خائن وغادر للدين والوطن.
ويقول المذكور أيضا في دعم التنظيمات الإرهابية وتبريرها:”الإسلاميين ما لهم وجه يواجهون الظواهري بعد انقلاب مصر، خاصة أنه حذر من قبل أن الغرب وحلفاؤه بالمنطقة لن يسمحوا بحكم الإسلاميين، وهو هو اليوم صدق”!!

يقول المطر: إن الظواهري صدق!!
ويقول أيضا: إن الإخوان المسلمين ليس لهم وجه أمام الظواهري!!
ولكل عاقل أن يقول: أي تبرير ودعم للقاعدة وأفاعيلها أشد من مثل هذا الكلام؟!!
ولقد صدق المطر في الجزئية الثانية تماما!
فأي وجه للإخوان المسلمين أمام الظواهري وهم وإياه من طينة واحدة وفي خندق واحد؟!!
فالإخوان المسلمون وعلى رأسهم سيد قطب هم الذين زرعوا الإرهاب والتنظيمات الإرهابية وجعلوها خنجرا مسموما موجها إلى ظهر الأمة.
ويقول المطر أيضا:”هل أخطأ مرسي عندما لم يقم بإبادة المعتصمين في ميدان التحرير؟!؟! فنحن في عالم انتهت فيه لغة العدالة والمصداقية”.

هكذا يدعو المطر إلى تطبيق شريعة الغاب معلنا انتهاء زمن العدالة والمصداقية وحلول زمن القوة والإبادة!
ويقول المطر أيضا ممارسا التشبيح الذي يرمي به غيره:”إن من يعمل ضد مرسي واوردغان يشعرون بالنقص ومكبلين بالعبودية للأمريكان”!!

وهذا تشبيح صريح من قبل محمد عبد الله المطر لمرسي واوردغان!!
ونقول له: لقد انكشفت الأوراق وسقطت ورقة التوت وعلم الجميع من الذين يلهثون وراء المنظمات والجهات الخارجية لتحقيق مصالحهم.
ونقول للمطر وغيره من الذين يدعمون الخيانة والإرهاب: إن من يعمل ضد دولة الإمارات وضد دول الخليج وضد بلدان العرب والمسلمين في سبيل مصالحهم الحزبية وتنظيماتهم البائدة هم المبتلون بمرض النقص وهم المكبلون بالتبعية للخارج، وقد نطق الواقع بذلك صريحا قبل أن ينطق أي شيء آخر.
ويقول المطر أيضا وهو يعرض حلوله السحرية للأمة:”الحل بالعودة لرسائل البنا ومعالم سيد قطب”!

فليس الحل في نظر محمد عبد الله المطر العودة إلى الكتاب والسنة بل الحل عنده هو العودة إلى رسائل البنا وكتاب معالم في الطريق لسيد القطب المليء بالأفكار التكفيرية والإرهابية!
هذا هو طريق العزة والمجد في نظر محمد عبد الله المطر!!
إن محمد عبد الله المطر وأمثاله من شبيحة التنظيم الإخواني أثبتوا بكل جلاء ووضح أنهم قنطرة الإرهاب والخيانة وأنهم لا يعنيهم إلا تنظيماتهم وأحزابهم ..
وأما ما يريده الدين الإسلامي الحنيف من تحقيق الخير والعزة للأمة وما يرتجيه المسلمون من التآزر والتعاضد والاعتصام بنور الوحي فهم أبعد ما يكونون عنه.
وإذا كان هؤلاء لا يجيدون إلا السباب والشتائم فإن القافلة تسير والمغرضون لا يضرون إلا أنفسهم، وإن قادة الإمارات وشعبها كلهم جميعا أبناء زايد الخير والعطاء سطروا أروع الأمثلة في الدفاع عن دينهم ووطنهم وبسطوا أجنحة الخير لإخوانهم ولبني الإنسان، فهم شموس مشرقة تعمي خفافيش الخيانة والإرهاب والغدر أمثال محمد عبد الله المطر وغيره.

ناصر الدويلة والبحث عن البطولة

لم يستطع ناصر الدويلة الاستمرار في مسلسل الزيف والخداع الذي امتهنه وأظهر فيه المسالمة والموادعة والكلام المعسول، فحبل الزيف مهما طال قصير، وسياسة اللعب على الحبال والمراوغة بين الدهاليز لا تحجب المكنون ولو بعد حين، ولذلك فسرعان ما هوى ناصر الدويلة على أم رأسه لينكشف بذلك المستور وتظهر الأوراق المخبوءة للعيان.
فمع انهيار حكم الإخوان المسلمين في مصر وزوال ملكهم انقلب ناصر الدويلة على نفسه وكشف عن قناعه وطفت على تغريداته أجنداته الإخوانية، فشن هجوما ظالما أرعن على دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج عموما، ساعيا باستماتة في تشويهها ورميها بالأوصاف المقذعة انتصارا لأجنداته الإخوانية التي انكشف عوارها لكل عاقل.
فرمى حكومات المنطقة بالتخبط السياسي ..

وادعى أنها فشلت في كل شيء وفي كل مكان وعلى كل صعيد!!

وأوغل في التعميم مدعيا أنها فقدت كل شيء!!

ووصمها بالديكتاتورية وفقدان الهيبة السياسية ..

واتهمها بأنها متخلفة في مجال الحقوق والحريات ..

واتهمها بالغباء السياسي ومعاداة الديمقراطية التي يتمسح بأذيالها ..

وادعى أنها تقود التيارات الليبرالية وتحارب الدين ولا يمهمها مصائر الشعوب والأوطان ..

ولم يكتف بذلك بل استمر في هجماته العنترية قائلا:”يا حكومات الخليج لقد ارتكبتم سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية بسبب ضعف ثقافتكم وقلة دينكم”!!

وخص دولة الإمارات بجملة من هذه الاتهامات والأكاذيب واتهمها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى وبمعاداة ما سماه بالإسلام السياسي إلى آخر تلك الاتهامات والأراجيف، كبرت كلمة خرجت من فيه.

والعجب أنه بعد كل هذه الافتراءات والشتائم يقول باستغباء وسماجة: إنما أنا ناصح فاقبلوا مني النصيحة؟!!
هكذا وبكل برود يبرر الدويلة وقاحته.
فمتى كان التعدي وإطلاق السباب والشتائم نصيحة؟!!
ومتى كان ظلم الآخرين ورميهم بالافتراءات وألوان البهتان نصيحة؟!!
والعجب أنه إذا قال أحد لناصر الدويلة: أنت ديكتاتور ومتخبط وقليل دين وعديم ثقافة وفاقد للهيبة وفاشل في كل شيء، تلك الكلمات التي قالها هو نفسه في حق دول الخليج، فما عسى أن يكون موقف الدويلة؟!!
هل سيعتبر هذه الكلمات نصيحة؟!!
هل سيمد إلى القائل أيادي الشكر والعرفان والتقدير ويقول له: لقد نصحت فأوفيت فجوزيت؟!!
أم أنه سيرغي ويزبد وتهتز شواربه وتنتفخ أوداجه ويقول بملء فيه: ما هكذا تكون النصيحة؟!!
إن الأمر في الحقيقة لا يمت إلى النصيحة ولا إلى الدين الحنيف ولا إلى الأخلاق بصلة، بل هي الأجندات السوداوية والمعايير المزدوجة والسياسات المكيافيلية والأساليب الماكرة التي يبيح الدويلة لنفسه بها وتحت شعاراتها البراقة ما لا يبيح لغيره!!
وكم تستر أمثال الدويلة من الإخوان المسلمين وأذنابهم بالنصيحة وتدثروا برداء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كذبا وزورا ليرشقوا الآخرين بالسباب والشتائم والتهم الكاذبة والأوصاف المقذعة تحقيقا لأجنداتهم! فإذا أنكر عليهم منكر قالوا له: إنما هي نصيحة!!
ولم يكتف الدويلة بهذه الازدواجية والاستغباء بل أوغل فيهما حتى الثمالة.
فها هو يقول في استغباء عجيب زاعما أنه لم يصدر منه أي جناية على دولة الإمارات:”أنا لم أتكلم عن أي شأن داخلي لكم”!

هكذا قال الوديلة!!
فماذا نسمي إذن اتهامه لدول الخليج بما فيها دولة الإمارات بضعف الثقافة وقلة الدين وتمكين التيارات الليبرالية وممارسة الديكتاتورية ومعاداة الديمقراطية والتخلف في مجال الحقوق والحريات إلى آخر اتهاماته وافتراءاته؟!!
أليست هذه الكلمات طعونات سافرة جائرة في حق هذه الدول تمس حكامها وشعوبها وسياساتها الداخلية والخارجية جملة وتفصيلا؟!!
أيظن الدويلة أن الناس لا عقول لها ولا أفهام؟!!
أم أنه يظن أن سياسة اللعب على الحبال ستجدي بعد أن انكشف عنه القناع وظهر المخبوء؟!!
والعجب لا ينقضي من الدويلة وأمثاله من الإخوان المسلمين المكيافليين، فمع افتراءات ناصر الدويلة على دولة الإمارات واتهامه لها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى كذبا وزورا إذا به يبيح لنفسه التدخل في شؤون الآخرين زاعما أن ذلك لا يسمى تدخلا في شؤون هذه الدول بل هو من جملة العلاقات الدولية التي يجوز له بموجبها الخوض في شؤونها على حد زعمه!

وحينئذ أليس ناصر الدويلة هو الذي يبيح التدخل في شؤون الدول الأخرى ويمارس ذلك بكل وقاحة؟!!
لقد جمع الدويلة هنا بين سوءتين بائستين: الأولى: اتهامه لدولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج بالاتهامات الكاذبة التي يعرف العقلاء بطلانها ولم يستح هو من نشرها، والثانية: تلبسه هو بهذه الأعمال التي افتراها على الآخرين!!
وليس هذا بغريب على الدويلة وأمثاله.
أما مصطلح الإسلام السياسي الذي يتشدق به الدويلة فإنما يعني به أشياعه من الإخون المسلمين وأذنابهم، ويريد باستخدامه لهذا المصطلح استدرار العواطف واتهام المتصدِّين للأجندات الإخوانية بمحاربة الدين، وهي سياسة إخوانية تخوينية معروفة، وأما الإسلام فبريء من مثل هذا التوظيف المشين، فهو دين الرحمة والعدل الذي جاء لصلاح البشرية في جميع نواحي الحياة، فلا تفريق بين جانب وآخر ولا توظيف مشين لجانب أو آخر لتحقيق المآرب الدنيئة.
وأما تهمة الليبرالية التي رمى بها الدويلة الآخرين فلا تختلف في زيفها عن التهمة السابقة، وقد منَّ الله سبحانه علينا بولاة أمر حملوا على عاتقهم خدمة هذا الدين الجليل وإرساء تعاليمه السمحة ووسطيته، وأما الليبراليون والإخوانيون فقد تحالفوا جميعا ضد ولاة أمرنا ومجتمعنا وكانوا على شاكلة الدويلة نفسه وانكشف زيفهم للجميع.
فأين كان الدويلة من الإخوان المسلمين الذين لم يجدوا أدنى حرج في التحالف مع الليبراليين لتحقيق المآرب والأغراض على حساب دول الخليج وشعوبها؟!!
أين كان من ذلك لو كان صادقا؟!!
ويتمادى ناصر الدويلة في تحريضاته ضد دول الخليج والاستعداء عليها فيقول في صيحة عنترية:”يا شعوب المنطقة إننا على حافة الهاوية الاستراتيجية وستبتلعكم إيران بسبب الفكر الليبرالي الهجين القائم على قلة الفهم وضياع الدين والحماقة”!!

هكذا يحرض ناصر الدويلة شعوب دول الخليج على حكامهم، ويتهم القيادات الخليجية بقلة الفهم وضياع الدين والحماقة!
إن ناصر الدويلة وللأسف الشديد خلع القناع الذي كان يتظاهر به وآثر ممالأة الإخوان المسلمين على حساب دول الخليج وشعوبها، وتخلى عن الشعرة الأخيرة التي كان يُظهر التمسك بها مع سقوط الإخوان المسلمين في مصر.
ولكن هذه هي حقيقة ناصر الدويلة ولا غرابة.
فقد اعترف الدويلة مرارا وتكرار بأنه تربى منذ صغره مع الإخوان المسلمين وأنه ثابت على فكرهم الذي هو في زعمه وافترائه الدين الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن خلافه مع أخيه مبارك الدويلة والإخوان في الكويت إنما هو خلاف على سلوك وليس على فكر، ليعلن الدويلة أخيرا بأنه آثر طي هذا الخلاف والمجاهرة بالوقوف مع الإخوان قلبا وقالبا.
يقول الدويلة:”جماعة الإخوان المسلمين هي هدف كل قوى العالم المعادية للإسلام وهي العدو الأول للطواغيت العرب المتآمرين على الأمة، ولأن هذه الحقيقة بينة وظاهرة لكل من يملك عقله فإنني أوقفت خلافي مع الإخوان في الكويت وتفرغت للدفاع عنهم أكثر من أنفسهم”!

فماذا يمكن أن يقال بعد هذا؟!!
ومع الغلو الفاحش لناصر الدويلة وتعصبه الأعمى لفكر الإخوان المسلمين فقد جاهر مرارا وتكرارا بالتحريض السافر على القتال المسلح في مصر لاسترداد حكم الإخوان المسلمين، ذلك الذي يضع الدويلة تحت جريرة التحريض الصريح على العنف والاقتتال وإراقة الدماء، وهو ما سنبينه في مقال آخر بإذن الله تعالى.
إن الدويلة في الحقيقة إنما يبحث عن بطولة زائفة يستروح بها عن نفسه على حساب دول الخليج وشعوبها، ولكنها بطولة من ورق عليه غرمها وجرمها لو كان يعلم.

الثور النطاح وفقه الكباريهات!

نشر عبد الله الملحم مقالا يتجنى فيه على دولة الإمارات ويصب جام حقده عليها متهما أهلها بأنهم خانوا ثقافتهم وضيعوها وباعوا أنفسهم للغرب!!
إن مثل هذا الكلام الآسن الذي تجنَّى فيه صاحبه على الإماراتيين ليس بغريب صدوره من الملحم الذي جعل من نفسه بوقا رخيصا يقيم به المنائح في سرادق العزاء الإخوانية ويهيج كالثور النطاح على أطلال الإخوان المسلمين الذين أخربوا بيوتهم بأيديهم وأيدي أمثال الملحم وغيره.
ولم يكتف الملحم بالتجني ليضيف إليه التمادي في ترهاته ويقول في بلادة وبرود:”يكتبون الملحم يسيء للإمارات عفواً لن أعبد أصنامكم”!
فالإماراتيون في الفكر الإرهابي لعبد الله الملحم أصبحوا عبدة أصنام، لا لشيء وإنما لكونهم دافعوا عن بلادهم وقادتهم وثقافتهم ودينهم وعروبتهم ضد الافتراءات المهووسة، لتكون النتيجة هي اتهام الملحم إياهم بعبادة الأصنام!
نعم! لم يكف الملحم جرما وجورا اتهامه للمجتمع الإماراتي بالارتماء في أحضان الغرب ليضيف إلى جملة افتراءاته وبغيه عليهم تهمة تكفيرية شنيعة وهي رميهم بعبادة الأصنام!!
فما أرخص التكفير عند الملحم وأمثاله.
ولسنا هنا بصدد بيان كذب الملحم وتجنيه وثورنته في مقاله، فإن كل منصف يعلم ذلك جيدا، فدولة الإمارات تجلت فيها من أول يومٍ معالم المنهج الذي أرساه زايد الخير رحمه الله والقائم على الجمع بين الأصالة والمعاصرة والنهوض بدولة عصرية مدنية حديثة تواكب التطور والنهضة وتتبوأ الريادة وتحافظ على هويتها الإسلامية والعربية وتقيم شرائع الإسلام وترسي دعائمه وتنشر ثقافته الوسطية المعتدلة.
فالملحم في الحقيقة لا يجني بالنطح والشطح إلا على نفسه؛ لأنه ينطبق عليه بكل جدارة قول الشاعر:
كناطحٍ صخرةً يوما ليوهنها … فلم يَضِرْها وأوهى قرنَه الوعلُ
لقد حاول الملحم جاهدا وبالسياسات الإرهابية الساذجة تلميع الإخوان المسلمين وتصويرهم بأنهم الجماعة المعتدلة التي لا بد منها ولا مندوحة عنها ولا بديل لها وأن البديل الأوحد في حال انزلاقهم من السلطة هي الديكتاتورية والإرهاب وتنظيم القاعدة!
يقول الملحم على حسابه في تويتر:”إن لم يُترك الإسلام المعتدل يحكم بهدوء في مصر وليبيا وتونس فالقادم القاعدة”!!
فإمَّا الإخوان المسلمون وإمَّا تنظيم القاعدة!
هكذا يتفنن الملحم في الجمع بين التصوير الزائف المنغلق والتهديد الديكتاتوري الأرعن، فالإخوان المسلمون في نظره هم من يمثلون الإسلام المعتدل! ولا بد من تسليمهم مقاليد الحكم وحملهم إلى العروش وعلى الأعناق وإلا كان البديل عنهم هم تنظيم القاعدة!!
بمثل هذه العقلية الساذجة والمنطق الأبله يحاول الملحم الاستجداء للإخوان المسلمين، تلك العقلية التي لم تستحي من أن تستعمل القاعدة فزاعة ووسيلة للتخويف والترهيب في سبيل دق المسامير في عروش الإخوان المسلمين وتثبيت أركانهم، متجاهلة أن تنظيم القاعدة هي إحدى إفرازات التنظيم الإخواني نفسه، ولكن لا بأس عند الملحم من الخداع والضحك على العقول ولو بالكلمات المفضوحة في سبيل الانتصار للإخوان المسلمين!
ويقول الملحم أيضا متبعا السياسة الإرهابية الساذجة نفسها:”لئن أطيح بمرسي فلن يحكم مصر إلا ديكتاتور”!!
هكذا يتمادى الملحم في الانبطاح الحزبي للإخوان المسلمين ويبالغ في ممارسته الانبطاحية والتفاني في الدفاع عن التنظيم الإخواني والانتصار الأعمى له والاستجداء له إلى درجة أنه جعل البديل لحكم الإخوان المسلمين هي الديكتاتورية بعينها!
فإمَّا النظام الإخواني وإمَّا النظام الديكتاتوري!
هذا هو منطق الملحم وهذه عقليته!!
ويقول الملحم أيضا في كلمات تنطح بعضها بعضا:”أمريكا ستدعم مرسي لا حبا فيه لكن لأن زواله يعني دخول مصر في حرب أهلية في آخر المطاف ستنتهي بسيطرة الإسلاميين وحينئذ سيهددون إسرائيل”!!
يتمادى الملحم مرة أخرى في سياسته العجيبة، ويجعل بقاء مرسي في السلطة بديلا عن دخول مصر في حرب أهلية!
فإمَّا النظام الإخواني وإمَّا الحرب الأهلية!!
هكذا أدى الأمر بالملحم إلى اتباع سلسلة من السياسات الإرهابية الساذجة لتثبيت عروش الإخوان المسلمين، فتارة يقول: إما النظام الإخواني وإما تنظيم القاعدة، وتارة يقول: إما النظام الإخواني وإما الديكتاتورية، وتارة يقول: إما النظام الإخواني وإما الحرب الأهلية!! كل ذلك منافحة وتعصبا أعمى لهذا التنظيم البائد.
لقد آثر الملحم في الحقيقة بمثل هذه السياسات الإرهابية الساذجة أن يجعل من نفسه أضحوكة أمام العقلاء!
والعجب أيضا أن الملحم نفسه اعترف هنا بدعم أمريكا لمرسي!
وبرر ذلك بخوف أمريكا من سيطرة الإسلاميين في مصر وتهديد إسرائيل!
والذي يفهمه كل عاقل من هذا الاعتراف والتبرير أن مرسي ليس من الإسلاميين ولن يهدد إسرائيل!
ولكن الأمر ليس كذلك عند الملحم! ولكنه كذلك!!
إن مثل هذا المنطق المتناقض الذي تموج به عبارات عبد الله الملحم تبين بجلاء أنه لا يعنيه شيء بمقدار ما يعنيه الانتصار الأعمى للإخوان المسلمين ولو على حساب الحق أو العقل أو على حساب اللغة التي يكتب بها!!
ويقول الملحم أيضا متبعا السياسة العجيبة نفسها:”مثقف لم أجد له تغريدة واحدة في ذم مرسي أو الإخوان مذ تولى وحتى عزله ليت المنافقين عن بعد يتعلمون منه الشرف والأخلاق”!!
فالشرف والأخلاق عند الملحم هو في عدم ذم مرسي أو الإخوان ونقيضه النفاق!!
وحينئذ فإما أن تكف عن ذم مرسي أو الإخوان أو تكون عند الملحم من المنافقين!!
هذا هو منطق الملحم!!
والأعجب من هذا كله أن عبد الله الملحم الذي يذرف دموع التماسيح على الثقافة والهوية؛ مارس وبكل جدارة دور مفتي الكباريهات وهز الوسط، فلم ير بأسا بتمديد المراقص والملاهي الليلية على يد مرسي من باب الضرورة الشرعية، فذلك عنده حلال زلال!!
يقول عبد الله الملحم:” مرسي_يمدد_للكباريهات أصحاب الإنكار الانتقائي في هذا الوسم ينكرون على مرسي ما قبله اضطرارا”!!
هكذا أصبح تمديد الكباريهات من قبل مرسي في نظر عبد الله الملحم ضرورة شرعية مبررة ومباحة!!
وهذا ليس بمستغرب! لأن الآمر بتمديد هذه الكباريهات هو مرسي الذي يباح له في فقه الملحم ما لا يباح لغيره! ويجوز له ما يجوز لغيره!
وهكذا يفعل التعصب الأعمى بأهله.
فهل بعد هذه السذاجات والتعصب الأعمى للإخوان المسلمين يُنتظر من الملحم إلا الظلم والجور والبغي والثورنة؟!!
وأخيرا فهذه بعض السياسات الإرهابية الساذجة لعبد الله الملحم والذي جمع فيها بين الثورنة والنطح وبين تبرير الكباريهات وهز الوسط!!

المغرضون وسياسة الدجل والافتراء

لا تكاد تختلف سياسة المغرضين في انتهاج الطرائق الميكيافيلية لتحقيق أغراضهم الدنيئة، فما أسهل أن يستمرأ أحدهم الكذب والخداع على رؤوس الأشهاد ويبرر ذلك بالمصلحة الموهومة والهدف المزعوم، على قاعدة: الغاية تبرر الوسيلة، مبيحا لنفسه التلاعب بعقول الناس واستغفالهم وكأن الناس في نظره لا عقول لها.
ومن هذه السياسات الميكيافيلية الهابطة ما قام به بعض المغرضين من عمل هاشتاق بعنوان (لا للاختلاط في مدارس الإمارات)، محاولا أن يصطنع من مثل هذه الهاشتاقات البائسة خندقا للتجمهر ضد الدولة والتشغيب عليها، متخذا من الكذب والدجل مادة له في التحريض والاستعداء، موهما في أكذوبة صريحة مفضوحة بأن مدارس الإمارات فتحت أبوابها على مصاريعها للجنسين يختلط الذكور فيها بالإناث وتختلط الإناث بالذكور، وكأن الكذب أصبح في قواميس هؤلاء هو الدواء الناجع الذي يشفون به غليل أحقادهم.
إن مما لا شك فيه أن هذا العنوان المذكور محض كذب وافتراء وبهتان لا أساس له من الصحة ولا وجود له إلا في تلك الأذهان الخاوية التي تفتعل الأكاذيب على عباد الله لتحقيق مآربها وأهدافها، وذلك إن كان ينم عن شيء فإنما ينم عن الأخلاقيات الهابطة والنفسيات الحاقدة التي تستمرئ الكذب والدجل على الآخرين في سبيل الانتصار لهلوسات فكرية أو أجندات حزبية أو مصالح وأغراض.
وها هو الواقع يكذِّب ذلك الادعاء الفضفاض المزعوم، فتجربة الصفوف المشتركة والتي تشمل الطلبة في الصفوف من رياض الأطفال وحتى الصف الرابع إنما تم تنفيذها على نطاق محدود جدا، وهي تجربة ليست بمنأى عن النقد البنَّاء الهادف الذي يرسِّخ في المجتمع قيم التواصي والتناصح والإنكار المنضبط بعيدا عن الأساليب الحركية والطرائق الحزبية.
ولو كان صاحب الهاشتاق صادقا في إنكار ما ادعاه من الاختلاط لأنكر قبل ذلك على دعاة الفتنة من الحركيين والثوريين أمثال يوسف القرضاوي الذي أفتى بجواز ما سماه بالاختلاط المشروع وجعله حلالا زلالا هنيئا مريئا!
حيث يقول القرضاوي في كتابه (ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده):”والخلاصة: أن اللقاء بين الرجال والنساء في ذاته إذن ليس محرما, بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصد منه المشاركة في هدف نبيل من علم نافع أو عمل صالح أو مشروع خير أو جهاد لازم أو غير ذلك مما يتطلب جهودا متضافرة من الجنسين ويتطلب تعاونا مشتركا بينهما في التخطيط والتوجيه والتنفيذ! هذا هو موقف الإسلام, وتلك وجهته في علاقة الرجل بالمرأة ولقائهما على البر والمعروف وهو ما عبرنا عنه بالاختلاط المشروع”!!
بل أوجب القرضاوي استحداث دور السينما في المجتمعات المسلمة وأباح لأتباعه ارتيادها ضمن شروط ذكر منها: اجتناب الملاصقة والاختلاط المثير ليس إلا، لأن الاختلاط في ذاته بزعمه أمر سائغ وجائز!
يقول القرضاوي في كتابه (الحلال والحرام):”ويتساءل كثير من المسلمين عن موقف الإسلام من دور الخيالة السينما والمسرح وما شابهها وهل يحل للمسلم ارتيادها أم يحرم عليه؟ ولا شك أن السينما وما ماثلها أداة هامة من أدوات التوجيه والترفيه، وشأنها شأن كل أداة فهي إما أن تستعمل في الخير أو تستعمل في الشر، فهي بذاتها لا بأس بها ولا شيء فيها، والحكم في شأنها يكون بحسب ما تؤديه وتقوم به، وهكذا نرى في السينما: هي حلال طيب، بل قد تستوجب وتطلب إذا توفرت لها الشروط الآتية”.
إلى أن يقول:”ثالثا: أن يتجنب مرتادها الملاصقة والاختلاط المثير بين الرجال والنساء الأجنبيات منهم”!
فهذا هو المقدار الممنوع في فقه القرضاوي الملاصقة والاختلاط المثير!
فما لهؤلاء لو كانوا صادقين لا ينبسون ببنت شفة ولا ينكرون على القرضاوي الذي أباح لهم الاختلاط بين الجنسين حتى في دور السينما ذلكم الاختلاط الذي سماه بالاختلاط المشروع ولربما يسميه بعض مريديه بالاختلاط الإسلامي على طريقة البعض في تهجين المصطلحات لتمرير الأفكار وتسويقها وشرعنتها!
إن هؤلاء وللأسف الشديد يطبقون وبوجوه باردة مكشوفة المثل الذي يقول: رمتني بدائها وانسلت! بل لا يهمهم إنكار منكر زعموه بقدر ما يهمهم التحريض على الدولة والتحريش ضدها وسبك الأكاذيب لتشويهها والاستعداء عليها.
وإذا كان الأمر ليس غريبا على هؤلاء أن ينهجوا مثل هذا النهج المائل عن العدل والإنصاف والبعيد عن تعاليم الدين الحنيف فالعجب أن يقع في شباكهم بعض من ليسوا منهم، وقد غفلوا عن أنَّ إنكار المنكر على فرض تحقق وقوعه له ضوابط تصونه عن الزلل والخطل، وأن نصيحة ولاة الأمر ومؤسسات الدولة لا تكون بالتجمهر والتخندق ضدها وتشكيل جبهات مناوئة يتلاعب فيها من هب ودب لإحداث الفتن والقلاقل في المجتمع، فإن ذلك بعيد كل البعد عن روح الشريعة الغراء ومقاصدها النبيلة ومصالحها الكبرى والتي منها: نبذ الفتن واجتناب الخلاف والشقاق والتنازع، فإن الكيِّس الفطن الحريص على دينه ووطنه لا يفتح بابا يلج منه المفسدون ولا يكون جسرا يعبر منه المغرضون للطعن في ظهور بني دينه ووطنه، كما أن ذلك أيضا لا يعني من قريب أو بعيد إهمال النصيحة أو الرضى بالمنكر وعدم إنكاره بشروطه وضوابطه وآدابه بعد التأكد من كونه منكرا وبعد التحقق من وقوعه، ليؤمن بذلك أيضا من الانسياق وراء الشائعات والذي هو من أكبر أسباب الفتن وإفساد ذات البين ومن أكثر الأساليب التي ينهجها دعاة الفتة والتأليب لشق الصفوف ورزع الشقاق ونزع المحبة والاستقرار.
ومما يعجب منه المرء أن ينبو عن البعض حسن الفهم فيستدل بكلام مبتور لأحد العلماء موهما أنه على طريقة الحركيين والثوريين في الإنكار العلني، مع أن ما استدل به من هذا الكلام المنسل من سياقه فُسِّر على غير ما أراده صاحبه ونُزع من مقال له جاء فيه حرفيا:”ومن حقوق ولاة الأمر المسلمين على الرعية النصح لهم سرا وبرفق ولين والسمع والطاعة لهم في المعروف”!
وها هو الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله الذي هو محل قبول عند كثيرين يقرر ذلك فيقول:”ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر، لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير، وإنكار المنكر من دون ذكر الفاعل، فينكر الزنى، وينكر الخمر، وينكر الربا، من دون ذكر من فعله، ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير ذكر أن فلانا يفعلها لا حاكم ولا غير حاكم”.
ويمكن الاطلاع على هذا الكلام من خلال الرابط الآتي:
http://www.binbaz.org.sa/mat/1942
فحري بكل راغب في الخير والهدى أن يميز بين النصيحة المثمرة والإنكار المنضبط الذي يبتغي به العبد وجه ربه ويلتزم فيه بالطريقة الشرعية المرضية الوسطية المعتدلة وبين التحريض والتشغيب والاستعداء والتجمهر ضد مؤسسات الدولة في العوالم الافتراضية فضلا عن الانسياق وراء الشائعات أو الاغترار بمجرد الادعاءات والأكاذيب.

القرضاوي والهذيان

كعادته انبرى القرضاوي مرة أخرى للإساءة إلى دولة الإمارات ودول خليجية، متعديا عليها بالظلم والبغي، متهما إياها بالتهم الجائرة الباطلة، في هذيان يندى له الجبين وتحريض أرعن يترفع عنه المنصفون الشرفاء، متهما هذه الدول الآمنة المطمئنة بالضلوع في قتل المسلمين وإراقة دمائهم في مصر، قائلا في هذيان مشين:”إن المسلمين يُقتلون بملياراتكم”!!
هكذا دفع الحقد الأسود بالقرضاوي إلى الانحدار في مهاوي الأباطيل ورشق الأبرياء جزافا وكذبا من دون ورع ولا خشية، وكأن منهجه الإخواني الحاقد على دول الخليج يملي عليه مثل هذا الهذيان ويدفعه إلى الكذب والدجل دفعا.
فقد أصبح الإحسان إلى الإخوة ومد يد العون إليهم وبالخصوص في الظروف الصعبة أصبح هذا العمل الإسلامي والإنساني والأخوي في مذهب القرضاوي جريمة منكرة، مضيفا هذا الهذيان إلى رصيده الكبير في مسلسل قلب الحقائق والتلبيس على عباد الله ورمي الأبرياء بالسهام الحاقدة الباغية.
ولنا أن نتساءل:
في أي مذهب أو دين يكون مساعدة الإخوة جريمة؟!!
متى كان فعل الخير والوفاء بحقوق الأخوة موضع استنكار واستهجان؟!
وهل الموفي بحقوق الأخوة المحسن إليهم هو المجرم أم الذي يحرض على القتل والاقتتال ويدعو الناس إلى التصعيد ويزج بهم في الأتون الملتهب؟!!
إن القرضاوي بفتاواه الإرهابية المتطرفة وبتحريضاته المستمرة وبخطاباته الإجرامية التي تحرض الناس بعضهم على بعض وتصور الأمر للمخدوعين على أنه جهاد في سبيل الله من أجل استرداد الرئيس المعزول هو الذي يقتل المسلمين ويشعل فيهم نار الفتنة والاقتتال ويدعوهم إلى المواجهات الداخلية التي لا تحمد عقباها.
والعجب أن القرضاوي لا يريد أن يقتنع بأن الأيادي الملوثة بالدماء هي أياديه التي تحرض وتفرق وتمزق لا الأيادي المحسنة الموفية بالحقوق.
ماذا كان يضير القرضاوي لو انساق للعقل والحكمة وانساق قبل ذلك للشرع الحنيف الذي ينهى عن الفتن والخلاف فانتهى عن الهذيان وأمسك لسانه عن الولوغ في السباب والشتائم والاتهامات والتحريضات؟!
إن القرضاوي لا يستطيع ذلك أبدا؛ لأنه وللأسف الشديد مكبل بأغلال حزبيته ومنساق وراء ولائه الأعمى للإخوان المسلمين يظن ألا مسلمين خُلَّص يجب الوقوف معهم إلا هم ولو فعلوا ما فعلوا ولو دمروا البلاد والعباد، هذا هو القرضاوي وهذا هو فكره.
والعجب أن القرضاوي يريد أن يصور الأمر في مصر على أنه مؤامرة خليجية ضد حكم الإخوان في سيناريو مفضوح وهذيان مشين ينبئ عن مدى الدجل والافتراء والضحك على العقول الذي وصل إليه القرضاوي.
ولنا أن نسأل كل مشاهد لما يجري في مصر وكل متابع لما جرى وكل من لديه مسحة عقل وإنصاف:
أليس الذين خرجوا إلى الشوارع بالملايين رافضين حكم الإخوان هم الشعب المصري نفسه؟!!
ألم تنطق هذه الملايين بأن هم الذين لا يريدون الحكم الإخواني وأنهم يعانون من سوء إدارته ومن مواقفه؟!
هل هذه الملايين تم استئجارهم وشراء ذممهم؟!!
هل هؤلاء حركتهم أجهزة ريموت كنترول فهم مجبرون على ما فعل لا يريدون؟!
إن ما يتفوه به القرضاوي يعرف الصغير قبل الكبير أنه من قبيل الهذيان الذي لا يقبله عقل ولا منطق.
ثم نتساءل أيضا:
ألم يعترف مرسي نفسه والإخوان أنفسهم بفشل حكومتهم الإخوانية تجاه كثير من الأمور والقضايا؟!!
هل هؤلاء كانوا مجبرين على إيصال البلاد هناك إلى ما وصلت إليه من الاحتقان؟!!
من الذي أجبرهم على أن يفعلوا بالبلاد والعباد ما فعلوا؟!
أم أنه شهوة السلطة التي جعلتهم لا يفكرون إلا في أنفسهم فطاشوا يمينا وشاملا وأدخلوا البلاد في سبيل مصالحهم في نفق مظلم وجعلوها عالقة في عنق الزجاجة فحدث ما حدث؟!
إن الجواب واضح معروف.
والعجب أيضا أن القرضاوي يطالب الدول والمنظمات بالتدخل الفوري في الشؤون المصرية، وكأنه نصب نفسه الحاكم بأمر الله، ولو كان صادقا في تباكيه لدعا هو قبل غيره الجموع هنا وهناك إلى الاجتماع والألفة ونبذ الخلاف وفتح صفحة جديدة في بناء المستقبل ولوقف أمام التصعيد الإخواني وقفة صادقة حازمة وذكرهم بالعواقب الوخيمة ونهاهم عن التحزب والانقسام والفتنة، ولكن للقرضاوي أبى أن يفعل ذلك مؤكدا على أنه لا يهمه إلا مصلحة الإخوان المسلمين ولو على حساب مصر وأهلها بل ولو على حساب الأمة بأسرها.

لماذا هؤلاء فقط؟ – حقائق موثقة – الحلقة الخامسة

كان التنظيم الإخواني يعلم جيدا أن الأجهزة الأمنية ورجالها الأبطال عقبة كأداء في طريق مخططاتهم للاستيلاء على السلطة، ولذلك دبروا الإطاحة بهذه الأجهزة وتمحورت مؤامراتهم الإخوانية في كثير من مواقفها على الحرب الإعلامية الشعواء ضد الأجهزة الأمنية، وتواطأ التنظيم على هذا العمل المشين ورموا عن قوس واحدة بأفاعيلهم السوداء لتحقيق هذا الحلم المجنون.
وقد كشف التنظيم في هذه الهجمة الشرسة عن غرقه في مستنقعات السباب والشتائم والتحريض، انتهاء بالدعوة الصريحة على رؤوس الأشهاد لإحلال الأجهزة الأمنية وإسقاطها.
ولنا أن نتساءل: بأي دين وبأي عقل جاهر هؤلاء بإسقاط الأجهزة الأمنية؟!
وما الهدف من هذه الفكرة المجنونة؟!
ولماذا كل هذا الحقد والضغينة ضد رجال سطروا السجلات الحافلة في حفظ أمن دولة الإمارات؟!
ماذا يخفي التنظيم من مصائب ليخشى من وجود الأجهزة الأمنية كل هذه الخشية؟!
إن الهدف من الهجمة الإخوانية الشرسة واضح كالشمس يشير بأصابع الإدانة إلى يحمله التنظيم الإخواني من الأجندات المخربة والمدمرة.
فها هو جمعة الفلاسي يقول بصريح العبارة:”أتمنى زوال الأمن وبقاء الأمان”!

ويقول متماديا في أجنداته المجنونة:” #UAE لو كان للغة الحوار نفع مع الأمن لكانت في تونس أو مصر، لكن كما قيل: الحل هو حل الجهاز”!

فماذا ننتظر بعد هذا لنعلم ماذا كانت تدبره هذه الفئة المغرضة وإلى أي مدى وصل جنونها وعتوها؟!
ويقول جمعة الفلاسي مصرا على التمادي في فكره الأسود:”المعادلة الجديدة لاستقرار الخليج : الاستقرار = ( الحكومة + الشعب ) – الأمن”.

ويقول بكل صفاقة:”علينا أن نعمل لوضع الأمن في المتحف”.

ويقول وهو يرجم بالغيب نافثا سمومه:”كل يوم تزداد قناعتي بأن ليس لجهاز الأمن أي دور في إمارات المستقبل”.

ويقول في تشبيه مغرض وذي دلالات شيطانية:”سيصبح جهاز الأمن من التاريخ البغيض كما كان الكي جي بي في الاتحاد السوفيتي”.

ألم تنطق هذه الكلمات السوداء بالمحاولات الإخوانية البائسة الفاشلة لإسقاط الأجهزة الأمنية ليتسنى للتنظيم أن يعيث في الأرض الفساد؟!
إنها تنطق بذلك بأعلى صوتها.
ومن أجل تحقيق هذه الرغبة الشيطانية حاول التنظيم باستماتة التحريض على جهاز الأمن ورميه بمختلف التهم من دون وازع ولا رادع كعادة التنظيم في حربه المشينة على الدولة، وسنسرد في هذه العجالة بعض النماذج على ذلك والتي تكشف عن الهوة السحيقة التي كان يرتع فيها هؤلاء.
فمن ذلك اتهام التنظيم للأجهزة الأمنية بأنها تحارب الإسلام، وهذه التهمة بما فيها من دلالات تكفيرية لا يتورع التنظيم عن إطلاقها على الآخرين انتصارا لأجنداته ولا يتوانى عن إشهارها في وجوه الآخرين كحلقة في مسلسل التحريض والتشويه والاستعداء.
يقول صالح الظفيري أحد المدانين:”تعتمد العقيدة الأمنية على محاربة الإرهاب بالمفهوم الغربي يعني محاربة الإسلام”!!

ويقول في تصريح تكفيري أرعن:”الأمن في الإمارات يحارب الدين”.

ويقول متماديا في مسلسله التكفيري:”محاربة جهاز الأمن للدعوة إلى الله واضحة ومنذ زمن ليس بالقريب”.

ويقول:”سياسة منع المسجد من دوره الشرعي يأتي ضمن خطة الأمن لمحاصرة الدعوة إلى الله ومنعها”.

إن هذه الكلمات المتهورة تكشف عن الوجه التكفيري للتنظيم، وحينئذ نتساءل: ماذا بقي ليقال إذا كانت الأجهزة الأمنية في نظر التنظيم تحارب الإسلام وتحاصر الدعوة إلى الله؟!
وقد تجلى الوجه التكفيري الكالح للتنظيم في مواقف عدة أكدت على أن التنظيم الإخواني لا يقل خطورة عن التنظيمات التكفيرية، لأن هذه التنظيمات هي من ذلك التنظيم الذي فرخ التكفير والعنف وشرعنه.
ويقول جمعة الفلاسي في تصوير تكفيري عجيب:”يذكرني بعض أوصاف النبيحة للإصلاحيين بتلك الأوصاف التي نعت بها كفار قريش الرسول صلى الله عليه وسلم”.

ويقول حمد الشامسي منزلا الآيات التي نزلت في الكفار على المسلمين:”أخشى أن يشمل قوله تعالى: (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) الأجهزة الأمنية التي تتمادى في الظلم بحجة حماية الوطن”.

إنه المنهج التكفيري الذي يروج له هؤلاء.
لقد نص المفسرون على أن المراد من الظالمين في الآية الكريمة الكافرون، ومع هذا يأتي هؤلاء ليصفوا رجال الأمن بأنهم كفار عتاة غير مستحقين للهداية الربانية!!
ومن ذلك أيضا الشتائم الشنيعة والسباب التي أطلقها التنظيم في حق الأجهزة الأمنية من دون حياء ولا خجل، تلك الكلمات التي تعف عنها الألسن، مما يدل على الأخلاقيات المنحطة لهذا التنظيم وخسته ودناءته وأنه أبعد ما يكون عن سماحة الإسلام وآدابه وأنه لا يتورع في سبيل الانتصار لأجنداته عن الكلمات الفاجرة.
يقول جاسم راشد الشامسي:”إن جهاز الأمن أحمق من الحماقة! ثكلتك أمك يا أمن كم أنت بلا عقل ولا أمن”!!

ويقول جمعة الفلاسي:”النبيحة في الإمارات والشبيحة في سوريا والبلطجية في اليمن ومصر”.

ويقول خليفة النعيمي:”أغبى ما في نبيحة جهاز الأمن أنهم يمارسون نفس أساليب أسيادهم الساقطين في مصر وتونس”.

ويقول صالح الظفيري:”أشكر نبيحة الأمن على هذه الدعاية الرائعة لدعوة الإصلاح ورجالها”!!

فهذه نماذج تكشف عن الانحطاط الخلقي للتنظيم وعن الألسنة القذرة التي تختبئ خلف المسوح الكاذبة! وما هذه النماذج إلا نذر يسير من القاذورات التي يعج بها هذا التنظيم، وقد أعرضنا عن الكثير والكثير مما تعف عنه الألسن.
ومن ذلك أيضا تصوير الأمن على أنه الجدار الذي لا بد من تحطيمه للحصول على الحرية والكرامة والعدالة، في خطة تحريضية إجرامية ومعادلة إخوانية شيطانية للتحريض على الأجهزة الأمنية وإسقاطها والثورة عليها.
يقول صالح الظفيري:”أعتقد نهاية معاناة أهل الإمارات من جهاز الأمن قد اقتربت، ما أحلاك يا بلدي وأنت تعيشين أجواء الحرية”!

ويقول خليفة النعيمي:”نريد إماراتنا مرادفة للعدل والقانون والحرية، لذلك نتحدث عن تجاوزات جهاز الأمن”!

ويقول راشد عمران الشامسي:”أستغرب من البعض يطالب التهدئة في تويتر ولا يطالب أجهزة الأمن أن تتوقف عن انتهاكات الحرية والكرامة والعدالة”!

ومن ذلك أيضا تصوير الأمن على أنه ذو شرور مستطيرة وأنه أفسد الحياة وأنه لم يترك أحدا إلا واعتدى عليه.
يقول جاسم راشد الشامسي:”اللهم إن جهاز الأمن الإماراتي أفسد حياة شعب الإمارات، واستبد وتجبر، نوكل أمره إليك، وليكن عبرة لمنطقة الخليج والعرب”!!

ويقول خالد الشيبة:”الحقيقة أنه لم يسلم أحد إلا أضير في نفسه أو أحد أفراد أسرته من جهاز الأمن”!!

ويقول جمعة الفلاسي:”معاناة الشعب من التغول الأمني فاق جميع دول الخليج”!!

بل يقول صالح الظفيري في أكذوبة تضحك منها الثكلى:”جهاز الأمن وراء مساهمة الإمارات في حصار غزة والتضييق على أهلها”!!

فماذا عسى أن يقال في مثل هذه العقول التي لا تتورع عن اختلاق الأكاذيب المفضوحة في سبيل مصالحها؟!
ومن ذلك أيضا التكلم باسم الشعب والكذب عليهم واختلاق صورة عدائية مزيفة بين الشعب وجهاز الأمن وادعاء أن الشعب ينتظر اللحظات القاتلة للتحطيم.
يقول جاسم راشد الشامسي:”إليكم جميعا: شعب الإمارات يتبرأ مما يقوم به جهاز الأمن وقيادته”!!

ويقول جمعة الفلاسي:”الأمن العربي مثل الفريق اللي يلعب في الوقت الضائع يحاول تسجيل لو هدف إلا أن أهداف الشعوب القادمة قاتلة”.

ويقول أيضا:” #UAE أقول للأمن ادخلوا مكاتبكم لتحطمنكم الشعوب”.

ويقول صالح الظفيري:”مستوى الوعي لدى الناس يزداد وإجماعهم على ظلم جهاز الأمن وتعديه على حقوقهم وتغوله يقرب من زوال الفاسدين فيه”.

فأصبح الوعي في نظر التنظيم هو في الطعن في أجهزة الأمن، وأصبح التنظيم الإخواني هم الناس فقط وإلا فمن هم الناس الذين ينقل التنظيم إجماعهم إذا كان المجتمع الإماراتي برمته يقف مع أجهزته الأمنية صفا واحدا مساندا ومؤازرا ومناصرا ضد المخربين والعابثين؟!
ومن ذلك أيضا محاولة التفريق بين جهاز الأمن وولاة الأمر وادعاء أن الطعن في الجهاز وإسقاطه لا يمت إلى الطعن في ولاة الأمر بصلة!!
يقول خليفة النعيمي:”ننتقد جهاز الأمن يقولون لا تنتقدوا الأحكام! أتعجب من الربط الذهني عندهم بين الأمن والحكام! محاولاتكم فاشلة يا سادة”.

ويقول جمعة الفلاسي:”نحن نتكلم عن ظلم الأمن ولم نتكلم على ولاة الأمر”.

هكذا حاول التنظيم أن يسوغ لنفسه أمام الآخرين الطعن في الأجهزة الأمنية والتنادي بإسقاطها مدعيا أن هذه الأجهزة شيء مختلف عن ولاة الأمر، في فلسفة ممزوجة مفضوحة حاول التنظيم من خلالها الضحك على الذقون واستغباء الآخرين.
ومن ذلك أيضا التهديد باستعمال العنف واللجوء إلى القوة.
يقول جمعة الفلاسي:”مال الأمن يحاولون يشهروني كمعارض من خلال البي بي أذكركم في سوريا بدأت بلعب عيال”!!

ومن ذلك أيضا الافتتان والجنون بالثورات والتغني بها ليل نهار وتهديد الأجهزة الأمنية بها بكل عنترية وعنجهية وقذارة لسان.
يقول جمعة الفلاسي:”النباح مستمر والثورات ماضية”!!

ويقول أيضا:”كلابنا تنبح منذ بزوغ فجر الثورات”.

ويقول:”مال الأمن على تويتر يذكروني بالمثل: أسمع جعجعة ولا أرى طحنا، الحمد لله الذي كفانا شرورهم بالربيع العربي”.

ويقول:”انتهى زمن الخوف من الكلام، رسالة خاصة للنبيحة”.

إلى غير ذلك مما لا يتسع له المقال من المخططات الإجرامية والبذاءات التي أطلقها التنظيم في سبيل الوصول إلى أهدافه الخسيسة.
وهكذا تكالب التنظيم الإخواني في مؤامرة دنيئة لإسقاط الأجهزة الأمنية والطعن فيها والتحريض عليها سعيا لتحقيق الأجندات الإخوانية البائسة، لا يتورعون في ذلك عن السباب والشتائم ولا عن الكذب والافتراء، ليفضحوا بذلك أنفسهم ويكشفوا عن أخلاقياتهم الهابطة وما تحمله صدورهم من الحقد الأسود والضغينة العمياء على رجال طالما سهروا من أجل الآخرين وكانوا موضع إعزاز وتقدير.

يتبع …

حان الوقت لإدراج القرضاوي في قائمة الإرهابيين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فبعد أن شن القرضاوي هجماته الجائرة ضد دولة الإمارات في أيام سابقة إذا به يعود للهجوم مرة أخرى من على شاشة قناة الجزيرة، ملقيا كعادته الاتهامات جزافا على عواهنها مطلقا العنان للظلم والبغي والاعتداء على الآخرين، مؤثرا أن يجعل من نفسه أداة للتحريض وتوزيع الاتهامات والطعون، وقد أعماه تعصبه الأعمى للإخوان المسلمين الذي هو واحد منهم عن قول كلمة الحق وعن العدل والإنصاف وحسن الأدب.
فهل أصبحت الدنيا في نظر القرضاوي هي دنيا الإخوان المسلمين فحسب ولا دنيا غيرها؟!!
وهل أصبحت المصلحة العليا عنده هي مصلحة التنظيم الإخواني ولو على حساب أي أمر آخر؟!!
وهل أصبح الظلم والبغي حلالا زلالا من أجل عيون تنظيمه البائس؟!
هذا هو واقع القرضاوي بالضبط، ولذلك فلا غرابة أن تجرفه الأجندات الإخوانية إلى وديان سحيقة من الافتراء على عباد الله والاستعداء عليهم.
ومن ناحية أخرى وفي الوقت الذي تسعى فيه مصر إلى النهوض من محنها واسترداد مكانتها وتجاوز الصعاب وفتح صفحة جديدة من حياة مطمئنة مستقرة لشعبها إذا بالقرضاوي كعادته يؤثر أن يجعل من نفسه وقودا لإشعال النيران واضطرامها وتأجيجها، مطلقا الفتاوى العجيبة في سبيل الانتصار لتنظيم الإخوان المسلمين الذين أفل حكمهم وأصبح ماضيا بغيضا في عيون المصريين، وكأنه لا يعني القرضاوي شيء بمقدار ما يعنيه مصلحة التنظيم الإخواني ولو على حساب مصر وشعبها.
فانطلاقا من الأجندات الإخوانية حرض القرضاوي على استمرار الاعتصامات والمسيرات ضد النظام القائم في مصر، مغلفا ذلك بغلاف شرعي تحريضي مزيف، وذلك بوصفه لتلك الاعتصامات بالجهاد في سبيل الله، مؤكدا على حقيقة طالما قالها العارفون الذين سبروا أغوار هذه الجماعة الحزبية في سالف الأيام، وهي مدى تكالب الإخوان المسلمين على السلطة ومدى تشبثهم بها واستماتتهم في التربع على عرشها ولو على حساب الدماء والأشلاء، فلا يعنيهم شيء بمقدار ما يعنيهم الاستمساك بالحكم ونشب الأظفار فيه والعض عليه بالنواجذ.
ولم يكتف القرضاوي بذلك كله بل أضاف إليه أيضا المنهج الإخواني الإرهابي المتمثل في التحريض على الاقتتال والإرهاب من أجل عودة الرئيس المعزول إلى سدة الحكم، حيث اعتبر عزله انقلابا على الشرعية وبنى عليه حكما إرهابيا مفاده النضال المستميت لعودة مرسي ولو بالقتل.
يقول القرضاوي في برنامج (الشريعة والحياة) على قناة الجزيرة بتاريخ (21/7/2013) محرضا على القتل والاقتتال في مصر:”لا يقبل الإسلام أن يأتي أحد يمزق هذه الشرعية، قفوا ضده اقتلوه، ولو بالقتل”.
ويقول مؤكدا على دعوته الإرهابية ضد الرافضين لعودة مرسي بعد عزله:”إذا لم يكتف إلا بالقتل نقتله، لأن الأصل هذا”.
وهنا نتساءل: ماذا يمكن أن يقال بعد هذه الفتاوى الإرهابية؟!
ألم يحن الوقت لإدراج القرضاوي في قائمة الإرهابيين؟!!
وما هو الإرهاب إن لم يكن التحريض على القتل هو الإرهاب؟!!
وقد صرح القرضاوي في خطابه المذكور بالرفض التام لأي نوع من الحوار والتفاهم والتهدئة من أجل الخروج من الأزمة وأخذ مصر إلى بر الأمان، مؤكدا على أنه لا بديل عن عودة مرسي إلى منصبه وأنه لا حوار ولا تفاهم في ظل أي نظام آخر.
وفي كلمة أخرى على خلفية خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري الذي طلب تفويضا من الشعب لمواجهة الإرهاب أصدر القرضاوي ضمن فتاويه العجيبة فتوى بتحريم تفويض الفريق السيسي للقضاء على الإرهاب، محرضا الجيش المصري على العصيان والتمرد، وكأنه لا يكفيه التحريض على تقسيم الشارع المصري ليتعدى إرهابه إلى التحريض على انقسام الجيش وتمزيقه.
يقول القرضاوي في كلمة له على قناة الجزيرة:”أدعو العساكر الضباط والجنود في الجيش المصري ألا يسمعوا لما يقوله السيسي ولا غيره”!!
أليس في هذا الكلام تحريض صريح على قيادات الجيش المصري ودعوة خبيثة لشق صفوف الضباط والجنود هناك وضرب بعضهم ببعض؟!!
وماذا عسى أن ينتج عن مثل هذه الدعاوى التحريضية الخطيرة؟!!
أليست هذه الفتاوى المتهورة كفيلة بإدراج اسم القرضاوي في قائمة الإرهابيين؟!!
أليست هذه الفتاوى وغيرها تدل دلالة واضحة على أن القرضاوي قد حشر نفسه في زمرة الذين لن يتورعوا عن إطلاق الفتاوى الدموية في سبيل تنظيم الإخوان المسلمين؟!!
ويقول القرضاوي في كلمته مبررا خطابه الفاشي:””الإخوان هم الذين حملوا طوال التاريخ آلام الشعب المصري”!
أليس هذا المدح والثناء كذب وافتراء ودجل؟!!
هل أصبح الإخوان المسلمون الذين جندوا أنفسهم لتحقيق مصالحهم الحزبية ولو على حساب أي شيء آخر هم الذين تحملوا عن الشعب المصري الآلام؟!!
بأي عقل أو منطق يستقيم مثل هذا الغلو الفاحش؟!
إن التنظيم الإخواني كشف بما لا يدع مجالا للشك عن أنه أبعد ما يكون عن الحرص على مصالح الشعب المصري وأنه لا تعنيه إلا مصالحه الخاصة.
والعجب أن القرضاوي الذي أفتى إبان ثورة 25 يناير بوجوب الخروج على الحكام الظالمين إذا به اليوم يوظف نصوصا دينيا كان بالأمس يتناساها ويتجاهلها ليقول بأنه لا يجوز الخروج إلا على الحكام الكفرة وأن مرسي لم يكفر ليستباح الخروج عليه!
فهل كان مبارك عند القرضاي كافرا فأفتى بوجوب الخروج عليه أم أنها القواعد المكيافيلية التي تبيح للقرضاوي أن يجعل لكل موقف ما يشتهي ويهوى من الأحكام وأن يتلاعب بنصوص الشريعة كيفما شاء؟!
والعجب أيضا أنه في الوقت الذي كان القرضاوي إبان الثورة المذكورة يجعل من الشارع المصري مسوغا لخلع مبارك إذا به اليوم يقول في الدفاع عن مرسي وتبرير عودته:”من قال إن طفحان الشعب يغير الرئيس”؟!!
فكيف أصبح الطفحان في عهد مبارك مسوغا عند القرضاوي لخلعه وأصبح هذا الطفحان لا معنى له عنده في عهد مرسي؟!!
إن مثل هذه الازدواجية والقواعد المكيافيلية تؤكد على ما انخرط فيه هذا الإنسان من الطرائق الكاذبة الزائفة وعلى ما انخرط فيه الإخوان المسلمون عموما من التلون والكذب والدجل في سبيل الانتصار لأجنداتهم.
إن الحقائق تؤكد تماما وبكل وضوح على أنه قد حان الوقت لإدراج اسم القرضاوي في لائحة الإرهابيين، فمواقفه شاهدة عليه بذلك، وفتاواه العجيبة قاضية عليه بما يحمله من فكر إرهابي مشين لا تحمد عقباه.

التنقل بين المقالات