مدونة كاتب إماراتي

مدونة ترسم كلماتها أقلام إماراتية مبدعة ، تحمل هم الوطن ، وتكتب دفاعا عنه ، بفكر معتدل ، ورؤية وسطية

ناصر الدويلة والبحث عن البطولة

لم يستطع ناصر الدويلة الاستمرار في مسلسل الزيف والخداع الذي امتهنه وأظهر فيه المسالمة والموادعة والكلام المعسول، فحبل الزيف مهما طال قصير، وسياسة اللعب على الحبال والمراوغة بين الدهاليز لا تحجب المكنون ولو بعد حين، ولذلك فسرعان ما هوى ناصر الدويلة على أم رأسه لينكشف بذلك المستور وتظهر الأوراق المخبوءة للعيان.
فمع انهيار حكم الإخوان المسلمين في مصر وزوال ملكهم انقلب ناصر الدويلة على نفسه وكشف عن قناعه وطفت على تغريداته أجنداته الإخوانية، فشن هجوما ظالما أرعن على دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج عموما، ساعيا باستماتة في تشويهها ورميها بالأوصاف المقذعة انتصارا لأجنداته الإخوانية التي انكشف عوارها لكل عاقل.
فرمى حكومات المنطقة بالتخبط السياسي ..

وادعى أنها فشلت في كل شيء وفي كل مكان وعلى كل صعيد!!

وأوغل في التعميم مدعيا أنها فقدت كل شيء!!

ووصمها بالديكتاتورية وفقدان الهيبة السياسية ..

واتهمها بأنها متخلفة في مجال الحقوق والحريات ..

واتهمها بالغباء السياسي ومعاداة الديمقراطية التي يتمسح بأذيالها ..

وادعى أنها تقود التيارات الليبرالية وتحارب الدين ولا يمهمها مصائر الشعوب والأوطان ..

ولم يكتف بذلك بل استمر في هجماته العنترية قائلا:”يا حكومات الخليج لقد ارتكبتم سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية بسبب ضعف ثقافتكم وقلة دينكم”!!

وخص دولة الإمارات بجملة من هذه الاتهامات والأكاذيب واتهمها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى وبمعاداة ما سماه بالإسلام السياسي إلى آخر تلك الاتهامات والأراجيف، كبرت كلمة خرجت من فيه.

والعجب أنه بعد كل هذه الافتراءات والشتائم يقول باستغباء وسماجة: إنما أنا ناصح فاقبلوا مني النصيحة؟!!
هكذا وبكل برود يبرر الدويلة وقاحته.
فمتى كان التعدي وإطلاق السباب والشتائم نصيحة؟!!
ومتى كان ظلم الآخرين ورميهم بالافتراءات وألوان البهتان نصيحة؟!!
والعجب أنه إذا قال أحد لناصر الدويلة: أنت ديكتاتور ومتخبط وقليل دين وعديم ثقافة وفاقد للهيبة وفاشل في كل شيء، تلك الكلمات التي قالها هو نفسه في حق دول الخليج، فما عسى أن يكون موقف الدويلة؟!!
هل سيعتبر هذه الكلمات نصيحة؟!!
هل سيمد إلى القائل أيادي الشكر والعرفان والتقدير ويقول له: لقد نصحت فأوفيت فجوزيت؟!!
أم أنه سيرغي ويزبد وتهتز شواربه وتنتفخ أوداجه ويقول بملء فيه: ما هكذا تكون النصيحة؟!!
إن الأمر في الحقيقة لا يمت إلى النصيحة ولا إلى الدين الحنيف ولا إلى الأخلاق بصلة، بل هي الأجندات السوداوية والمعايير المزدوجة والسياسات المكيافيلية والأساليب الماكرة التي يبيح الدويلة لنفسه بها وتحت شعاراتها البراقة ما لا يبيح لغيره!!
وكم تستر أمثال الدويلة من الإخوان المسلمين وأذنابهم بالنصيحة وتدثروا برداء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كذبا وزورا ليرشقوا الآخرين بالسباب والشتائم والتهم الكاذبة والأوصاف المقذعة تحقيقا لأجنداتهم! فإذا أنكر عليهم منكر قالوا له: إنما هي نصيحة!!
ولم يكتف الدويلة بهذه الازدواجية والاستغباء بل أوغل فيهما حتى الثمالة.
فها هو يقول في استغباء عجيب زاعما أنه لم يصدر منه أي جناية على دولة الإمارات:”أنا لم أتكلم عن أي شأن داخلي لكم”!

هكذا قال الوديلة!!
فماذا نسمي إذن اتهامه لدول الخليج بما فيها دولة الإمارات بضعف الثقافة وقلة الدين وتمكين التيارات الليبرالية وممارسة الديكتاتورية ومعاداة الديمقراطية والتخلف في مجال الحقوق والحريات إلى آخر اتهاماته وافتراءاته؟!!
أليست هذه الكلمات طعونات سافرة جائرة في حق هذه الدول تمس حكامها وشعوبها وسياساتها الداخلية والخارجية جملة وتفصيلا؟!!
أيظن الدويلة أن الناس لا عقول لها ولا أفهام؟!!
أم أنه يظن أن سياسة اللعب على الحبال ستجدي بعد أن انكشف عنه القناع وظهر المخبوء؟!!
والعجب لا ينقضي من الدويلة وأمثاله من الإخوان المسلمين المكيافليين، فمع افتراءات ناصر الدويلة على دولة الإمارات واتهامه لها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى كذبا وزورا إذا به يبيح لنفسه التدخل في شؤون الآخرين زاعما أن ذلك لا يسمى تدخلا في شؤون هذه الدول بل هو من جملة العلاقات الدولية التي يجوز له بموجبها الخوض في شؤونها على حد زعمه!

وحينئذ أليس ناصر الدويلة هو الذي يبيح التدخل في شؤون الدول الأخرى ويمارس ذلك بكل وقاحة؟!!
لقد جمع الدويلة هنا بين سوءتين بائستين: الأولى: اتهامه لدولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج بالاتهامات الكاذبة التي يعرف العقلاء بطلانها ولم يستح هو من نشرها، والثانية: تلبسه هو بهذه الأعمال التي افتراها على الآخرين!!
وليس هذا بغريب على الدويلة وأمثاله.
أما مصطلح الإسلام السياسي الذي يتشدق به الدويلة فإنما يعني به أشياعه من الإخون المسلمين وأذنابهم، ويريد باستخدامه لهذا المصطلح استدرار العواطف واتهام المتصدِّين للأجندات الإخوانية بمحاربة الدين، وهي سياسة إخوانية تخوينية معروفة، وأما الإسلام فبريء من مثل هذا التوظيف المشين، فهو دين الرحمة والعدل الذي جاء لصلاح البشرية في جميع نواحي الحياة، فلا تفريق بين جانب وآخر ولا توظيف مشين لجانب أو آخر لتحقيق المآرب الدنيئة.
وأما تهمة الليبرالية التي رمى بها الدويلة الآخرين فلا تختلف في زيفها عن التهمة السابقة، وقد منَّ الله سبحانه علينا بولاة أمر حملوا على عاتقهم خدمة هذا الدين الجليل وإرساء تعاليمه السمحة ووسطيته، وأما الليبراليون والإخوانيون فقد تحالفوا جميعا ضد ولاة أمرنا ومجتمعنا وكانوا على شاكلة الدويلة نفسه وانكشف زيفهم للجميع.
فأين كان الدويلة من الإخوان المسلمين الذين لم يجدوا أدنى حرج في التحالف مع الليبراليين لتحقيق المآرب والأغراض على حساب دول الخليج وشعوبها؟!!
أين كان من ذلك لو كان صادقا؟!!
ويتمادى ناصر الدويلة في تحريضاته ضد دول الخليج والاستعداء عليها فيقول في صيحة عنترية:”يا شعوب المنطقة إننا على حافة الهاوية الاستراتيجية وستبتلعكم إيران بسبب الفكر الليبرالي الهجين القائم على قلة الفهم وضياع الدين والحماقة”!!

هكذا يحرض ناصر الدويلة شعوب دول الخليج على حكامهم، ويتهم القيادات الخليجية بقلة الفهم وضياع الدين والحماقة!
إن ناصر الدويلة وللأسف الشديد خلع القناع الذي كان يتظاهر به وآثر ممالأة الإخوان المسلمين على حساب دول الخليج وشعوبها، وتخلى عن الشعرة الأخيرة التي كان يُظهر التمسك بها مع سقوط الإخوان المسلمين في مصر.
ولكن هذه هي حقيقة ناصر الدويلة ولا غرابة.
فقد اعترف الدويلة مرارا وتكرار بأنه تربى منذ صغره مع الإخوان المسلمين وأنه ثابت على فكرهم الذي هو في زعمه وافترائه الدين الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن خلافه مع أخيه مبارك الدويلة والإخوان في الكويت إنما هو خلاف على سلوك وليس على فكر، ليعلن الدويلة أخيرا بأنه آثر طي هذا الخلاف والمجاهرة بالوقوف مع الإخوان قلبا وقالبا.
يقول الدويلة:”جماعة الإخوان المسلمين هي هدف كل قوى العالم المعادية للإسلام وهي العدو الأول للطواغيت العرب المتآمرين على الأمة، ولأن هذه الحقيقة بينة وظاهرة لكل من يملك عقله فإنني أوقفت خلافي مع الإخوان في الكويت وتفرغت للدفاع عنهم أكثر من أنفسهم”!

فماذا يمكن أن يقال بعد هذا؟!!
ومع الغلو الفاحش لناصر الدويلة وتعصبه الأعمى لفكر الإخوان المسلمين فقد جاهر مرارا وتكرارا بالتحريض السافر على القتال المسلح في مصر لاسترداد حكم الإخوان المسلمين، ذلك الذي يضع الدويلة تحت جريرة التحريض الصريح على العنف والاقتتال وإراقة الدماء، وهو ما سنبينه في مقال آخر بإذن الله تعالى.
إن الدويلة في الحقيقة إنما يبحث عن بطولة زائفة يستروح بها عن نفسه على حساب دول الخليج وشعوبها، ولكنها بطولة من ورق عليه غرمها وجرمها لو كان يعلم.

Single Post Navigation

أضف تعليق