مدونة كاتب إماراتي

مدونة ترسم كلماتها أقلام إماراتية مبدعة ، تحمل هم الوطن ، وتكتب دفاعا عنه ، بفكر معتدل ، ورؤية وسطية

القرضاوي والهذيان

كعادته انبرى القرضاوي مرة أخرى للإساءة إلى دولة الإمارات ودول خليجية، متعديا عليها بالظلم والبغي، متهما إياها بالتهم الجائرة الباطلة، في هذيان يندى له الجبين وتحريض أرعن يترفع عنه المنصفون الشرفاء، متهما هذه الدول الآمنة المطمئنة بالضلوع في قتل المسلمين وإراقة دمائهم في مصر، قائلا في هذيان مشين:”إن المسلمين يُقتلون بملياراتكم”!!
هكذا دفع الحقد الأسود بالقرضاوي إلى الانحدار في مهاوي الأباطيل ورشق الأبرياء جزافا وكذبا من دون ورع ولا خشية، وكأن منهجه الإخواني الحاقد على دول الخليج يملي عليه مثل هذا الهذيان ويدفعه إلى الكذب والدجل دفعا.
فقد أصبح الإحسان إلى الإخوة ومد يد العون إليهم وبالخصوص في الظروف الصعبة أصبح هذا العمل الإسلامي والإنساني والأخوي في مذهب القرضاوي جريمة منكرة، مضيفا هذا الهذيان إلى رصيده الكبير في مسلسل قلب الحقائق والتلبيس على عباد الله ورمي الأبرياء بالسهام الحاقدة الباغية.
ولنا أن نتساءل:
في أي مذهب أو دين يكون مساعدة الإخوة جريمة؟!!
متى كان فعل الخير والوفاء بحقوق الأخوة موضع استنكار واستهجان؟!
وهل الموفي بحقوق الأخوة المحسن إليهم هو المجرم أم الذي يحرض على القتل والاقتتال ويدعو الناس إلى التصعيد ويزج بهم في الأتون الملتهب؟!!
إن القرضاوي بفتاواه الإرهابية المتطرفة وبتحريضاته المستمرة وبخطاباته الإجرامية التي تحرض الناس بعضهم على بعض وتصور الأمر للمخدوعين على أنه جهاد في سبيل الله من أجل استرداد الرئيس المعزول هو الذي يقتل المسلمين ويشعل فيهم نار الفتنة والاقتتال ويدعوهم إلى المواجهات الداخلية التي لا تحمد عقباها.
والعجب أن القرضاوي لا يريد أن يقتنع بأن الأيادي الملوثة بالدماء هي أياديه التي تحرض وتفرق وتمزق لا الأيادي المحسنة الموفية بالحقوق.
ماذا كان يضير القرضاوي لو انساق للعقل والحكمة وانساق قبل ذلك للشرع الحنيف الذي ينهى عن الفتن والخلاف فانتهى عن الهذيان وأمسك لسانه عن الولوغ في السباب والشتائم والاتهامات والتحريضات؟!
إن القرضاوي لا يستطيع ذلك أبدا؛ لأنه وللأسف الشديد مكبل بأغلال حزبيته ومنساق وراء ولائه الأعمى للإخوان المسلمين يظن ألا مسلمين خُلَّص يجب الوقوف معهم إلا هم ولو فعلوا ما فعلوا ولو دمروا البلاد والعباد، هذا هو القرضاوي وهذا هو فكره.
والعجب أن القرضاوي يريد أن يصور الأمر في مصر على أنه مؤامرة خليجية ضد حكم الإخوان في سيناريو مفضوح وهذيان مشين ينبئ عن مدى الدجل والافتراء والضحك على العقول الذي وصل إليه القرضاوي.
ولنا أن نسأل كل مشاهد لما يجري في مصر وكل متابع لما جرى وكل من لديه مسحة عقل وإنصاف:
أليس الذين خرجوا إلى الشوارع بالملايين رافضين حكم الإخوان هم الشعب المصري نفسه؟!!
ألم تنطق هذه الملايين بأن هم الذين لا يريدون الحكم الإخواني وأنهم يعانون من سوء إدارته ومن مواقفه؟!
هل هذه الملايين تم استئجارهم وشراء ذممهم؟!!
هل هؤلاء حركتهم أجهزة ريموت كنترول فهم مجبرون على ما فعل لا يريدون؟!
إن ما يتفوه به القرضاوي يعرف الصغير قبل الكبير أنه من قبيل الهذيان الذي لا يقبله عقل ولا منطق.
ثم نتساءل أيضا:
ألم يعترف مرسي نفسه والإخوان أنفسهم بفشل حكومتهم الإخوانية تجاه كثير من الأمور والقضايا؟!!
هل هؤلاء كانوا مجبرين على إيصال البلاد هناك إلى ما وصلت إليه من الاحتقان؟!!
من الذي أجبرهم على أن يفعلوا بالبلاد والعباد ما فعلوا؟!
أم أنه شهوة السلطة التي جعلتهم لا يفكرون إلا في أنفسهم فطاشوا يمينا وشاملا وأدخلوا البلاد في سبيل مصالحهم في نفق مظلم وجعلوها عالقة في عنق الزجاجة فحدث ما حدث؟!
إن الجواب واضح معروف.
والعجب أيضا أن القرضاوي يطالب الدول والمنظمات بالتدخل الفوري في الشؤون المصرية، وكأنه نصب نفسه الحاكم بأمر الله، ولو كان صادقا في تباكيه لدعا هو قبل غيره الجموع هنا وهناك إلى الاجتماع والألفة ونبذ الخلاف وفتح صفحة جديدة في بناء المستقبل ولوقف أمام التصعيد الإخواني وقفة صادقة حازمة وذكرهم بالعواقب الوخيمة ونهاهم عن التحزب والانقسام والفتنة، ولكن للقرضاوي أبى أن يفعل ذلك مؤكدا على أنه لا يهمه إلا مصلحة الإخوان المسلمين ولو على حساب مصر وأهلها بل ولو على حساب الأمة بأسرها.

Single Post Navigation

أضف تعليق