مدونة كاتب إماراتي

مدونة ترسم كلماتها أقلام إماراتية مبدعة ، تحمل هم الوطن ، وتكتب دفاعا عنه ، بفكر معتدل ، ورؤية وسطية

نهج الفوضى والعنف في فكر سعيد حارب

تتعد صور الترويج لمناهج العنف والفوضى لتلتقي جميعها في هدف أسود واحد يبرر فيه أصحابه استعمال القوة وإراقة الدماء لضرب الأنظمة والإطاحة بالحكومات والاستيلاء على الحكم تحت شعارات براقة من قبيل رفع الظلم ومقاومة الطغيان واسترداد الحقوق وغير ذلك.
ولقد كان سعيد حارب أحد المروجين لمناهج العنف والفوضى بطرق ماكرة.
ومن صور ذلك: المدح والثناء الذي كاله سعيد حارب للمنظِّر التكفيري حاكم المطيري ووصفه له بأنه صاحب خطاب متميز!!

فمن هو حاكم المطيري يا ترى؟
هو أحد رؤوس التكفيريين والثوريين في الخليج وأحد كبار المنظِّرين لنهج الفوضى والعنف عند الجماعات التكفيرية والإرهابية وأحد المغرضين المحرضين ضد دولة الإمارات ودول الخليج وأحد المجاهرين بالثورة عليها.
يقول المطيري في تغريدة له: “ما تشهده الإمارات من اعتقالات للإصلاحيين يؤكد ما توقعناه من أن الخليج يعيش إرهاصات تغيير لن يكون أقل مما جرى في دول الربيع العربي”!!
ويقول أيضا: “مادامت محاكم التفتيش تقام لمحاكمة العلوان وأعضاء حسم ومحاكمة الإصلاحيين في الإمارات ومحاكمة المغردين في الكويت فالحل الربيع الخليجي”!!
ويقول: “الخليج بات على فوهة بركان يوشك على الثورة وسيتفاجأ به الظالمون والمترفون”!!
ويقول: “الخليج يشهد إرهاصات ثورة أقرب مما يتصور الواهمون في بروجهم العاجية”!!
ويقول: “الثورات العربية ستظل مهددة ما لم يحدث الإصلاح والتغيير في الخليج العربي”!!

هذا كله غيض من فيض من تحريضات المطيري على الثورة ضد دول الخليج.
وهي أمثلة قليلة جدا مما ملأ به المطيري كتاباته من إسقاط شرعية أنظمة دول الخليج والطعن الصريح فيها واتهامها بالعمالة والطغيان والاستبداد إلخ.
فهل هذا هو الخطاب المتميز الذي تريده يا سعيد حارب؟!!
هل تريد أن تصدِّر الثورات إلى دول الخليج لإسقاط أنظمتها بالترويج لأمثال المطيري؟!!
فمع ذلك الكم الشنيع من تحريض المطيري على دول الخليج لا تجد من سعيد حارب إلا الثناء عليه ووصفه إياه بصاحب الخطاب المتميز!!
فعلى ماذا يدل هذا؟!!
ويقول المطيري مقرِّرا استخدام القوة لتغيير الأنظمة: “إزالة الطغيان ودفع الظلم له وسائله يبدأ بالكلمة الحرة وينتهي بالقوة والثورة”!!

فهل هذا ما يريده سعيد حارب؟!!
وحاكم المطيري هو الذي يصف قرينه في الفكر التكفيري والإرهابي حسن الدقي بالشيخ المجاهد ويصف كتابه (ملامح المشروع الإسلامي) بأنه أفضل كتاب في موضوعه.
فما هو هذا الكتاب؟
هو الكتاب الذي روج فيه الدقي لفكرة الانقلاب العسكري والثورة المسلحة ضد جميع الأنظمة السياسية في بلاد المسلمين!!

فهل هذا ما يريده سعيد حارب؟!!
ولم يكتف سعيد حارب بهذا المديح للتكفيري المطيري فقط وإنما أضاف إلى ذلك أيضا الترويج لكتابه الثوري (الحرية أو الطوفان).

فما هو هذا الكتاب؟
هو الكتاب الذي روج فيه المطيري لوجوب إسقاط الأنظمة ولو باستعمال بالقوة!!
وهو الكتاب الذي كفَّر فيه المطيري أكثرة الأنظمة القائمة اليوم وأوجب الخروج عليها!!
يقول المطيري في كتابه المذكور: “إن أكثر الأنظمة اليوم ليست هي الأنظمة التي توصف بالجور الذي اختلف العلماء في شأنه، بل هي الأنظمة التي توصف بالكفر الذي أجمع العلماء على وجوب الخروج عليها لمن استطاع”!!
وهو الكتاب الذي أوجب فيه المطيري على الحركة الإسلامية العمل من أجل السلطة والتقاتل في سبيلها واعتبر كل فعل سوى ذلك وإن عاد بالخير والصلاح جهدا سلبيا قاصرا!!
يقول المطيري: “إن على الحركة الإسلامية أن تدرك أن جميع الحركات الإصلاحية في العالم كله إنما حققت مشاريعها الإصلاحية عن طريق السلطة، ولا سبيل إلى تحقيق الإصلاح أو نهضة أمة إلا بإصلاح السلطة نفسها، فبصلاحها يتحقق إصلاح المجتمع ونهضته، وكل جهد يبذل في غير هذا الاتجاه لا يمكن أن يحقق الإصلاح العام للمجتعات الإسلامية وإن عاد على بعض الأفراد بالخير والصلاح”!!
إلى أن يقول: “إن على الأمة أن تشق طريقها إلى تحقيق نهضتها بكل وسيلة مشروعة سلمية كانت أو ثورية برضا السلطة ومشاركتها أو دون رضاها ومعارضتها، فللشعوب الحق أن تقاتل دون دينها وحريتها وحقوقها وكرامتها”!!
وأخيرا فهذا الكتاب الذي ختمه المطيري بقوله:”إنه من دون الشك لن تصل الأمة إلى برد اليقين ونعيم الحرية بل ستظل ترسف في أغلال الوهم وجحيم العبودية وليس أمامها للخروج من هذا التيه سوى الثورة أو الطوفان”!!
فهذا الكتاب مليء من أوله وآخره بالأفكار الثورية والتكفيرية!
فما معنى ترويج سعيد حارب لمثل هذا الكتاب؟!!
وعلى ماذا يدل ذلك؟!!
ومن الفكر الفوضوي لسعيد حارب أيضا قوله: “إن الشعب قادر على حفظ أمنه حتى ولو غابت أجهزة الأمن”!! [مقال: رسائل من بر المحروسة].
نعم! هذا ما يريده سعيد حارب وهذا ما يزعمه!!
فلا حاجة في نظره إلى وجود أجهزة أمنية تحفظ للناس أمنهم، بل الشعب عنده قادر على فعل ذلك بنفسه!!
ومن ذلك أيضا: ترويج سعيد حارب للشاعر الثوري أحمد مطر وقصيدته (الحرية) التي يدعو فيها للخرج المسلح على الأنظمة ويعتبر ذلك هو معنى الحرية المسلوبة!!

يقول أحمد مطر في قصيدته المذكورة التي يروج لها سعيد حارب:
أسفي أن تخرج أجيال … لا تفهم معنى الحرية
لا تملك سيفا أو قلما … لا تحمل فكرا وهوية
ويقول:
الحرية نبت ينمو … بدماء حرة وزكية
يعلو بسهام ورماح … ورجال عشقوا الحرية
إن تغفل عن سيفك يوما … فانس موضوع الحرية
ويقول هذا الشاعر الأفاك في قصيدته المذكورة مستهزئا بالحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه في طاعة ولاة الأمر محرِّفا معانيه على سبيل التشنيع والتنفير:
لو يأخذ مالك أجمعه … أو يسبي كل الذرية
أو يجلد ظهرك تسلية … وهوايات ترفيهية
أو يصلبنا ويقدمنا … قربانا للماسونية
فله ما أبقى أو أعطى … لا يسأل عن أي قضية
ذات السلطان مقدسة … فيها نفحات علوية
فهل يريد سعيد حارب دعوة الناس إلى شحذ السيوف ليقارعوا بها الأنظمة ويستردوا الحرية المزعومة؟!!
ألم يقل سعيد حارب: ” لقد ضحى التونسيون بدماء أبنائهم من أجل استعادة حريتهم” [مقال: الخبز والكرامة]؟!!
ألم يقل في تغريدة له: “هناك نضال طويل وتضحيات مهدت لهذه الثورات ولا يمكن إغفال دور من أسس لذلك”؟!!

وليس بغريب أن يروج سعيد حارب لهذه القصيدة بما تحمله من استهزاء وهو القائل: “وجاءت تلك الفتاوى من بعض المشايخ من بر المحروسة وغيرها تتحدث عن لزوم طاعة ولي الأمر وعدم السير خلف الدهماء، لأنه لا يجوز الخروج على الحاكم حتى لا يقع الحكم بيد الليبراليين أو الماركسيين!! وأن التعامل مع ولي الأمر لا يكون إلا بالنصح سراً أو بالكتابة له!! ولا أعلم إن كان صاحب الفتوى يعرف الفرق بين الليبراليين والماركسيين، أو كان يتحدث عن الخروج على عمر بن الخطاب، أو حتى هارون الرشيد؟”!! [مقال: رسائل من بر المحروسة].
نعم! إنه مهما تظاهر أو توهم سعيد حارب من أنه وسطي ومعتدل فهو من بكل تأكيد من المروجين للفوضى والعنف.
وهذه نهاية طبيعية للطريق الذي يسلكه سعيد حارب وأمثاله!

Single Post Navigation

أضف تعليق