مدونة كاتب إماراتي

مدونة ترسم كلماتها أقلام إماراتية مبدعة ، تحمل هم الوطن ، وتكتب دفاعا عنه ، بفكر معتدل ، ورؤية وسطية

الإخوان المسلمون في الإمارات والجرم المشهود

لقد تستر الإخوان المسلمون في الإمارات – كعادة هذا التنظيم في كل مكان – بالشعارات البراقة والكلمات المنمقة، فزعموا أنهم مصلحون، وأن الإصلاح هو ما ينشدون، فكان واقعهم المر ينطق بأنهم ليسوا سوى مجموعة من المتآمرين، هدفهم ولا هدف لهم سواه: إسقاط أهلية ولاة الأمر، ومحاولات التشويه والنيل والطعن المستمر في دولة الإمارات، من أجل الوصول إلى السلطة والاستحواذ عليها، والانتصار للتنظيم الإخواني الذي يسعى وبكل استماتة واستكبار لفرض أجنداته السياسية على الآخرين.
لقد قال الشاعر قديما: وكل إناء بالذي فيه ينضح، فالدعاوى الزائفة تتهاوى أمام الحقائق الواضحة، والادعاءات الكاذبة تضمحل أمام المواقف التي تشهد على نفسها بنفسها، والمزاعم الكاذبة تتلاشى أمام ما تسمعه الآذان وتراه الأعين من الحجج القاطعة، فكيف للعاقل أن يجنح إلى شعارات ومزاعم إذا كان يرى الحقيقة بأم عينيه على النقيض تماما؟!
وهل يكون صادقا من يزعم محبتك ثم هو يسعى بكل طريق إلى إيذائك والخلاص منك وأنت تراه يفعل ذلك وتسمعه؟!
كيف يكون صادقا من يزعم أنه صديقك ونصيرك ثم هو يتآمر عليك ويطعن فيك على رؤوس الأشهاد ليل نهار وأنت تراه بأم عينك يفعل ويفعل؟!
أليس ينطبق على هذا الذي يبدي لك خلاف ما يفعل قول الشاعر:
لا خير في وُدِّ امرئ متملقٍ … حلو اللسان وقلبه يتلهبُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوةً … ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
يلقاك يحلف أنه بك واثقٌ … وإذا توارى عنك فهو العقربُ
لقد كان حال الإخوان المسلمين في الإمارات أشد من ذلك بكثير، فقد كشفوا عن أقنعتهم، وجاهروا بالمكر والتآمر، وقد غرتهم الثورات التي عصفت ببعض المجتمعات فضيعت أمنها واستقرارها، فظنوا أن الوقت قد حان، وأنها الفرصة الذهبية التي لا تعوض، وأنه الوقت الأنسب للكشف عن المخططات وتحقيق حلم المزاحمة على الحكم والاستيلاء عليه، فكشروا عن الأنياب، ورسموا الخطط، ووزعوا الأدوار، وعقدوا التحالفات، ثم انقضوا كالوحوش الكاسرة، فهذا يسب ويشتم، وهذا يستعدي ويشوه، وهذا يتحالف بالخارج ويستقوي، وهذا يفرض إملاءاته على القيادة وكأنه الحاكم بأمر الله، وهذا يتملق ويخادع، حتى قطعوا في ذلك أشواطا عديدة، لا يقبلون معها نصيحة، ولا يعتذرون فيها عن إساءة، ولا يقدِّرون ما يصدر من حلم وعفو، ولا يحترمون صغيرا ولا كبيرا، ولا يزدادون فيما هم فيه إلا إغراقا في الإساءات والتمادي في الطعونات، ثم انتقلوا خصوصا في تويتر والقنوات الفضائية إلى طور المجاهرة بأنهم يتبنون منهج الإخوان المسلمين، وأن الإخوان المسلمين هم أمل الشعوب وخلاصها بزعمهم!
ثم حاولوا جاهدين استغلال العالم الافتراضي وبالخصوص مواقع التواصل الاجتماعي في التحريض على الثورة والفتنة، لا يبالون بفداحة عملهم، ولا يسمعون لصوت العقل والإنصاف، بل تكالبوا جميعا ومن دون أدنى استشعار بالمسؤولية على الإشادة بالثورات والدعوة إليها بطرق مباشرة وملتوية، في محاولة منهم لاغتنام ما يظنون أنها الفرصة الذهبية والوقت الأنسب لإغراق المجتمع في الفوضى والانقضاض على السلطة، فتضمنت هجماتهم الشرسة تحريضات عديدة تستهدف إحداث الفتن والقلاقل وضرب المجتمع الإماراتي بولاة أمره.
يقول محمد عبد الرزاق الصديق على حسابه في تويتر محرضا الشباب على الثورة:”إن شباب خليجنا العربي ليس أقل من شباب الربيع العربي في استعداده للتضحية”!

ويقول مهددا ومتوعدا:”إن الشباب في خليجنا العربي قد استنشقوا نسيم الربيع العربي ولن يقبلوا أقل منه”!

ويُكمل محاولا تفجير هذا الحراك الثوري:”نخبة مجتمعنا في خليجنا العربي يجب أن تكون خادمة وداعمة لحراك شبابنا الخليجي”!

ويقول صالح الظفيري:”أمنيات الأمس حقائق اليوم هكذا علمتنا ثورات الربيع العربي”!

ويقول خالد الشيبة:”لم يكن لدى شعوب الربيع العربي من خيار للتحرر والانعتاق إلا المواجهة المباشرة والتضحية والفداء بأسمى صوره وأجلها”!

ويقول جمعة الفلاسي:”أتذكر عندما كنا في الثانوية صاح أحد الشباب في وجه المدرس: أنتم من جيل الذل الخاضع للعدو الصهيوني، فكنت أقول في نفسي هل سيأتي ذاك اليوم الذي يقول لنا فيه أبناؤنا ذلك .. شكرا لشباب الربيع العربي”!

ويقول حسن الدقي:”لن تقف ثورة العرب المعاصرة حتى يتصل محيطها بخليجها”!!

ويعيد عبد الله الهاجري تغريدة تقول:”الربيع العربي طوفان لن يترك بيت حجر ولا مدر إلا دخله بعز عزيز أو ذل ذليل”!!

ويقول سابع … وثامن .. وتاسع .. وعاشر .. إلخ …
إن هذه العبارات قليل من كثير، وغيض من فيض، يفهم دلالتها كل عاقل يجيد اللغة العربية، تنطق شاهدة على أصحابها بأنهم ليسوا سوى فئة مغرضة تسعى لإثارة الفتن والقلاقل في المجتمع الإماراتي، وتخطط لتصدير الثورات إليه وتدمير العلاقة بين الحاكم والمحكوم وتهديد الوحدة والتلاحم الذي منَّ الله سبحانه به على شعب الإمارات، فما بناه القادة المؤسسون وأبناؤهم وما تحقق على أيديهم من خير عميم وما بناه الشعب الإماراتي يريد هؤلاء أن يضيعوه في طرفة عين بحزبيتهم الطائشة وأطماعهم السياسية، متوهمين أنهم قادرون على أن يجعلوا من دولة الإمارات مسرحا لألاعيبهم ومؤامراتهم الدنيئة، ولكن أنى لهم ذلك وقد انفضح أمرهم وانكشفت حقيقتهم.
تلك الحقيقة التي لا تخفى على منصف ..
تلك الحقيقة التي تنطق بها كلماتهم ومواقفهم وأعمالهم المشينة في الداخل والخارج شاهدة عليهم بالجرم المشهود.
فهل هذا هو الإصلاح الذي يزعمون؟! أم أنه المؤامرة الكبرى لإسقاط النظام والاستحواذ على السلطة؟!
لقد باعت هذه الحفنة المجرمة نفسها لتنظيم الإخوان المسلمين، وسخرت أتباعها للتهجم على دولة الإمارات، والطعن في قادتها، والنيل من سياستها الداخلية والخارجية، والتكالب على تشويه أجهزتها الأمنية والاستعداء عليها ليل نهار، ولو أخذنا نذكر أقاويلهم وأفاعيلهم في ذلك لاشمأزت نفوسنا ولطال بنا المقام، لشناعة تلك المضامين وكثرتها.
فأنى لمثل هؤلاء المتآمرين أن يكونوا مصلحين؟!
إن دولة الإمارات دولة مسلمة أبية تعظم شعائر الإسلام وتسعى في مرضاة الخالق جل جلاله وتبذل الغالي والنفيس لإسعاد الناس وتوفير الحياة الكريمة لهم، ولكن الإخوان المسلمين لا يعرفون لمسلم حرمة إذا وجدوا في ذلك ما ينافي مصالح تنظيمهم، فحرمة المسلمين عندهم معلقة بما يمليه عليهم التنظيم ومصالحه، ولذلك وتماهيا منهم مع أطماعهم السياسية وأجنداتهم الحزبية لم يكونوا يتوقفون عن الطعن في دولة الإمارات، وتشويهها في المحافل، والاستعداء عليها في وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمكتوبة والمسموعة، وإطلاق شهادات الزور ضدها من خلال كتابة التقارير المكذوبة وإرسالها إلى المنظمات، لا ولاء عندهم في ذلك كله إلا للتنظيم الإخواني الذي باعوا له أنفسهم لينسوا بذلك أي معنى للولاء والوفاء لوطنهم وقيادتهم.
فهل هذا من العدل في شيء؟!
هل هذا من الوفاء في شيء؟!
هل هذا من المروءة والأخلاق في شيء؟!
ومع هذه المؤامرات الدنيئة فإن الله سبحانه وتعالى شاء بحكمته ورحمته أن تنكشف أوراق هؤلاء المغرضين، وأن تظهر ألاعيبهم الماكرة للعيان، لتكون الكلمة للحق والعدل، في واقع يروي فصول قصة مؤامرة كبرى، قصة الإخوان المسلمين في الإمارات والجرم المشهود.

Single Post Navigation

2 thoughts on “الإخوان المسلمون في الإمارات والجرم المشهود

  1. الله يكفينا شرهم ..

  2. التنبيهات: الإخوان المسلمون في الإمارات والجرم المشهود | مدونة ضرار بالهول

أضف تعليق