مدونة كاتب إماراتي

مدونة ترسم كلماتها أقلام إماراتية مبدعة ، تحمل هم الوطن ، وتكتب دفاعا عنه ، بفكر معتدل ، ورؤية وسطية

الوجه السياسي للتنظيم الإخواني الإماراتي فاعرفوه – حقائق دامغة

كان من خطة التنظيم الإخواني الإماراتي في عمليات التمويه والخداع التي مارسها وما يزال ادعاء أنه جماعة دعوية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأطماع سياسية ولا بأجندات خارجية، ونتيجة لهذا التلبيس ربما انطلت الحيلة على بعض من لم يسبر الحقائق فوجد صعوبة في تفهم الخطر والضرر الكامن وراء هذه الفئة.
وقد انكشفت حقائق كثيرة للعيان حتى رأينا بأنفسنا كيف أن أحد أدعياء الإصلاح – الذي لاذ بالهرب – أعلن صراحة في حركة مسرحية هزلية إنشاء حزب سياسي إماراتي طامع في الحكم وقلب النظام! وحاولت أبواق إعلامية للتنظيم آنذاك التنصل من ذلك، واعتباره اجتهادا شخصيا من صاحبه!
ومع كثرة الحقائق والبراهين والوقائع الناطقة بأن التنظيم الإخواني الإماراتي موغل في المراوغات والتلبيس وأن الواقع الصريح يشهد عليه شهادة قاطعة بأنه ليس سوى تنظيم سياسي يستهدف بلوغ السلطة، فإننا نستعرض هنا نموذجا من تلك النماذج الكثيرة التي تنضح بها أدبيات الفكر الإخواني الإماراتي فضلا عن مواقفه السافرة التي لا تعد ولا تحصى، فنقول:
كتب أحد قيادات الفكر الإخواني في الإمارات وهو محمد علي المنصوري مقالا بعنوان (رسالة إلى الإسلاميين) نشره موقع يزعم أنه موقع دراسات وأبحاث وهو إنما يروج لإخوانيين وسروريين.
يقول محمد المنصوري في هذا المقال:”نعتقد أن توجه الإسلاميين نحو تأسيس حزب سياسي، هو توجه سياسي محمود بامتياز، يدلل على فهم المرحلة ومتطلباتها، والاستعداد لها بالقوة والأمانة الشرعيتين”!
وهذا كلام صريح من المنصوري في تسويغ الأحزاب السياسية بل وتحبيذها واعتبارها توجها سياسيا محمودا بامتياز وتشجيع الإسلاميين على ذلك!!
فهل بعد هذا الكلام الصريح يُقال: إن دعوة الإصلاح ليس لها طموح سياسي ولا أطماع؟!
وهل يُقال بعد هذا: إن تنصلها من ذلك الحزب السياسي الذي أراد أحدهم أن يفرضه بالعنوة هو استنكار حقيقي أم تكتيك ودهاء وتوزيع أدوار؟!
يقول المنصوري:”وفي اطلاع موسع أجريناه على تجارب أحزاب سياسية عربية وإسلامية وأجنبية، وتجارب دعوات في عدد من الأقطار، خرجنا بعدد من التوصيات التالية، في سبيل تحديد العلاقة بين الحزب والدعوة”!
وهذا يكشف عن مدى توغل دعوة الإصلاح المزعومة في بطون السياسة والتنقيب في ثناياها والتفتيش في دهاليزها بما يكشف لنا عن حقيقة واضحة وهي أن هذه الدعوة المزعومة ليست سوى دعوة ذات أجندات سياسية تعمل بها ولها!
يقول المنصوري في بيان العلاقة بين الحزب والدعوة:”يمكن أن تكون هناك إدارة عليا للحزب والحركة، دون أن تطغى الحركة على الحزب أو العكس، مع احتفاظ كل من الحزب والحركة بإدارته المستقلة ماليا وتنظيميا”.
هكذا يحبِّذ محمد المنصوري توزيع الأدوار في التنظيم الإخواني وتقسيمها إلى كيانين متوازيين يعملان تحت قيادة إخوانية واحدة وهما: الحزب السياسي والتنظيم الحركي.
ولذلك نجد أن المنصوري يختم مقاله بقوله:”بكلمة مكثفة: للحزب رعاية أمر الدنيا وشؤونها، وللدعوة رعاية أمور الآخرة وشؤونها، وبذلك تجمعون العمل السياسي والديني معا في جناحين يحلقان معا في آن واحد، بشكل متزامن ومتواز، وهذا العمل هو حقيقة الاستخلاف والعمارة في الأرض”!
فحقيقة الاستخلاف والعمارة في الأرض في نظر دعاة الإصلاح هي في الوصول إلى السلطة وتوزيع الأدوار في التنظيم الإخواني إلى حزب سياسي يحقق الهدف المنشود وتنظيم حركي مؤازر ومناصر يستقطب ويجند.
فهل بعد هذا كله يقول منصف: إن دعوة الإصلاح لا علاقة لها بتحزب سياسي ولا بأطماع سياسية ولا بسعي نحو سلطة؟!
وإذا كان الحزب السياسي في نظر هؤلاء الإخوانيين يعتبر جزءا رئيسيا من مشروع الاستخلاف والعمارة في الأرض فهل يتصور بعد هذا تغاضي هؤلاء عن السعي لتحقيق هذا الجزء الرئيسي المنشود؟!
إن سعي دعاة الإصلاح إلى بلوغ أطماع سياسية والوصول إلى السلطة حقيقة أوضح من ضوء النهار!
يقول المنصوري في مقاله عند كلامه على متطلبات مرحلة الحزب:”توعية أنصار الحركة بالفروق والاختلافات بين مرحلة الدعوة وبين مرحلة الحزب، والتهيئة والإعداد لهذا الاختلاف، وتثقيفهم وتدريبهم على هذه النقلة، كما يتطلب ذلك الفصل الشعوري التام بين مرحلة الدعوة ومرحلة الحزب ومتطلبات كل منهما وأدواته واستحقاقاته”.
إذن فلا بد في نظر المنصوري من توعية أنصار التنظيم الإخواني بمتطلبات العمل الحزبي السياسي وتثقفيهم وتدريبهم على ذلك، كما لا بد من فصل شعوري تام في نفوس الأنصار بين الذراع الحركي والذراع السياسي بحيث يقوم كل فرد في ذراع بالتركيز على الجانب الذي هو فيه، مما يعني وجود أفراد إخوانيين في ثوب سياسي محض يعمل للوصول إلى سدة الحكم وآخرين في ثوب تنظيمي حركي يؤدلج وينظِّر ويستقطب!
ولم يأت المنصوري بهذا الكلام في الحقيقة من عنده، بل استقاه من فكر حسن البنا نفسه الذي طبق هذا الأمر تماما مع الذراع الحركي لتنظيمه والمسمى بـ (التنظيم السري) والذراع العسكري المسمى بـ (النظام الخاص)، حيث فصل بين التنظيم السري الحركي والنظام العسكري الخاص وجمعهما تحت قيادته العامة، مما أفرز عن وجود الجناح العسكري للتنظيم وبروز إخوانيين في ثوب عسكري محض لا مهمة له إلا استخدام السلاح وتلقي الأوامر العسكرية من القيادة الإخوانية وتنفيذ الاغتيالات والعمليات الإرهابية لتحقيق مصالح الإخوان.
يقول محمد المنصوري:”في الاستقطاب، إذا كانت الدعوة تركز على الانتقائية، فإن الحزب لا يعينه ذلك، فالمسلم والقبطي والعامل والتاجر والموظف، والرجل والمرأة كلهم أعضاء مستهدفون للانضمام للحزب”!
فالتنظيم الحركي للإخوان لا بد فيه في نظر المنصوري من الاستقطاب المرتكز على الانتقائية، وهو ما يقوم به التنظيم الإخواني من عمليات تجنيد واستقطاب لاستخلاص العناصر الموالية، أما الحزب السياسي فلا بد أن يقوم على التجميع والتكتيل من كل صنف ونوع لكسب أكبر قدر من الأصوات وصولا للاستحواذ على السلطة.
يقول المنصوري:”الحزب مطالب إما بصياغة برنامج سياسي تطبيقي شامل، أو إعادة صياغة التراث السياسي للحركة، ولكن بصورة ومفردات وأدوات ووسائل مغايرة”.
وهذا يؤكد لنا مرة أخرى على أن التنظيم الإخواني عموما متشبع بالأطماع السياسية وغارق فيها حتى النخاع وأنه يسعى إلى تفجير المجتمعات بأحزاب سياسية إخوانية تسعى على أرض الواقع بكل طريق للاستحواذ على السلطة.
يقول المنصوري:”التركيز على إبراز الجانب المدني للحزب، والتقليل من الشعارات الدينية ولا سيما التي ارتبطت بشعارات الحركة في مراحل سابقة”.
وهذا ما قام به غير واحد من أفراد التنظيم الإخواني الإماراتي تماما في الفترة الأخيرة من توظيف مصطلحات من قبيل الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير والمشاركة السياسية وغيرها والابتعاد عن الشعارات الدينية قدر المستطاع، ومن هؤلاء محمد المنصوري نفسه! حيث يحاول التنظيم الإخواني الإماراتي أن يلعب بكل مكر ودهاء وطرق ملتوية بائسة دور الحزب السياسي المعارض!!
ويقول المنصوري:”من متطلبات العمل السياسي الناجح، حسبما نعتقد، وبما يتفق مع وظائف الأحزاب، أن يعلن الحزب بلا تردد وبلا تواضع أن هدفه الوصول السلمي للسلطة، وتداول السلطة ديمقراطيا”!
ماذا نريد أكثر من هذا؟!!
ماذا نريد أكثر لنوقن أن التنظيم الإخواني الإماراتي ليس سوى تنظيم سياسي هدفه الأول والأساس هو الوصول إلى السلطة؟!
ألم يعتبر المنصوري وجود حزب سياسي جزءا رئيسيا للحركة الإسلامية في مشروع الاستخلاف في الأرض؟!!
ألم يعتبر مجاهرة هذا الحزب السياسي بكون هدفه هو الوصول إلى السلطة من متطلبات العمل السياسي الناجح؟!!
فماذا بقي بعد هذا؟!
يقول المنصوري:”الحزب لا يقدم خطابا مؤدلجا تماما، إن مدخل حقوق الإنسان وحرياته يعتبر حلا توفيقيا لمعضلة الخطاب المؤدلج أو المؤسلم لمن لا يروق لهم هذا الخطاب داخليا وخارجيا”.
وهذا ما فعله غير واحد من أفراد التنظيم الإخواني الإماراتي كما سبق وهو الاستقواء بهذا النوع من الخطاب كعمل تكتيكي ماكر!
يقول المنصوري:”تجنب الحديث عن دولة إسلامية أو خلافة أو أي مصطلح تاريخي من جانب الحزب. وللدعوة أن تقول في هذا الجانب ما تشاء”!
إذن فلا بد في نظر المنصوري من توزيع الأدوار بين الذراع الحركي والسياسي للتنظيم الإخواني، فيقوم الأول بتوظيف مصطلحات كدولة إسلامية أو خلافة أو غيرها لإيجاد مبررات أو دوافع، ويقوم الثاني بالتسويق السياسي ضمن مصطلحات من قبيل حقوق الإنسان وغيره.
يقول المنصوري:”كما يتوجب الاهتمام بالتسويق السياسي لبرامج الحزب وأفكاره ومنجزاته”.
إذن فلا حركة إسلامية ناجحة في عملية الاستخلاف وعمارة الأرض إلا بحزب سياسي، ولا حزب سياسي إلا بإعلان المطالبة بالسلطة، ولا وصول إلى السلطة إلا بتسويق!! وهذا كله نتيجة بديهية للفكر الإخواني القائم من الأساس على هدف واحد وهو بلوغ السلطة.
يقول المنصوري:”إقامة علاقات طيبة بين الحزب ومختلف أحزاب المنطقة وأحزاب عالمية مع كل حزب يتصور إفادته للحزب”!
وهذا تكريس لمبدأ التحالفات الإخوانية مع الأحزاب والتنظيمات والمنظمات للوصول إلى الأهداف والغايات، وهذا ما فعله التنظيم الإخواني الإماراتي في عمليات الاستعداء والتحريض والمؤامرات البائسة ضد الدولة.
ثم لننظر إلى بعض أساليب التسويق السياسي في نظر محمد المنصوري!
يقول المنصوري:”أعطوا اهتماما واضحا للسينما والمسرح والدراما وكل فنون الإعلام والإنتاج الفني. لا تضعوا قيودا على أي إنتاج لأي سبب كان”!
ويقول:”أن يشارك الحزب في مشاريع تنشيط السياحة، بلا تحفظ، وبدون قوائم للمحظورات. والدعوة ترعى جانب الحث على الأخلاق الحميدة والتحذير من الآفات والآثار الجانبية لها”!
ويقول:”استيعاب المرأة. إن هذا الجانب، يعتبر أهم ما يجب أن يهتم فيه الحزب. والمطلوب استيعاب المرأة بلا تحفظ وبلا استثناءات أو شروط”!
أرأيتم مثل هذه السياسة الإخوانية العجيبة الغريبة في سبيل الوصول إلى السلطة والحكم! فكل شيء سائغ ومباح سياسيا في سبيل الوصول إلى الحكم، فالحزب السياسي الإخواني لا بد أن يقوم في نظر المنصوري بفتح الأبواب كلها سياحيا وسينمائيا ونسائيا وغير ذلك على مصاريعها وبلا أدنى تحفظ ولا أي استثناء ولا أي شرط ولا أي قيد ولا أي حظر ولا اعتبار لأي سبب كائنا ما كان، ثم تأتي الحركة لترقع هنا وترقع هناك!!
بالله عليكم أقرأتم عن سياسة نفعية وميكيافيلية أشد من هذا؟!!
والعجب أنه بعد هذا كله يأتي التنظيم ويرفع تلبيسا وتدليسا شعار (إن الحكم إلا لله)!!
ألا يستحي هؤلاء من مثل هذه التناقضات الازدواجيات والكذب على عباد الله؟!
ولكن لا يُستغرب هذا حينما نعلم أنه في سبيل الوصول إلى الحكم يهون كل شيء في نظر التنظيم الإخواني! كل شيء!
هذا بعض ما تضمنه مقال محمد المنصوري من مصائب وعجائب، وقد تركنا أشياء منعا للإطالة، كما تضمن المقال أيضا تمجيدا للثورات التي قامت في بعض البلدان والإشادة بها واعتبارها نقطة ميلاد تجديدي للحركة الإسلامية والإشادة بالقيادات الإخوانية وبناء الأمل عليها.
وأخيرا نقول: ماذا بقي لنوقن بأن التنظيم الإخواني الإماراتي ليس سوى تنظيم سياسي هدفه شيء واحد فقط، وهو الوصول إلى السلطة؟!
إننا لم نتحدث إلا بلغة واحدة، وهي لغة الحقائق فقط …
والحقائق تنطق بما سبق …
وبكل وضوح!
فمتى يستفيق المغرَّر به ويعرف الحقيقة؟!
متى؟!

Single Post Navigation

2 thoughts on “الوجه السياسي للتنظيم الإخواني الإماراتي فاعرفوه – حقائق دامغة

  1. جمال المحروس on said:

    صدقت انتً وكانك في عقل الاغلبيه

  2. جندي الامارات on said:

    أرأيتم مثل هذه السياسة الإخوانية العجيبة الغريبة في سبيل الوصول إلى السلطة والحكم! فكل شيء سائغ ومباح سياسيا في سبيل الوصول إلى الحكم، فالحزب السياسي الإخواني لا بد أن يقوم في نظر المنصوري بفتح الأبواب كلها سياحيا وسينمائيا ونسائيا وغير ذلك على مصاريعها وبلا أدنى تحفظ ولا أي استثناء ولا أي شرط ولا أي قيد ولا أي حظر ولا اعتبار لأي سبب كائنا ما كان، ثم تأتي الحركة لترقع هنا وترقع هناك!!
    بالله عليكم أقرأتم عن سياسة نفعية وميكيافيلية أشد من هذا؟!!
    والعجب أنه بعد هذا كله يأتي التنظيم ويرفع تلبيسا وتدليسا شعار (إن الحكم إلا لله)!!
    ألا يستحي هؤلاء من مثل هذه التناقضات الازدواجيات والكذب على عباد الله؟! جزاك االه خيرا وبارك فيك والله المستعان…

أضف تعليق