مدونة كاتب إماراتي

مدونة ترسم كلماتها أقلام إماراتية مبدعة ، تحمل هم الوطن ، وتكتب دفاعا عنه ، بفكر معتدل ، ورؤية وسطية

الإنجازات الباهرة في دولة الإمارات والطيور الحاقدة

نعيش في دولتنا دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل الله وتوفيقه واقعا مملوءا بالخيرات والاستقرار والأمن والازدهار والتطور، حتى أصبحت دولتنا نموذجًا رائدًا للوحدة والتلاحم والمحبة والوئام بين القيادة والمجتمع، وصورة مشرقة للتعاون المثمر بين الجميع لتحقيق الإنجازات في شتى المجالات وكافة الأصعدة، إنها بحق روح وحدوية سطعت بنورها على أرض هذا الوطن في إشراقة فريدة باهرة قل لها نظير.
ومع بروز شمس هذه الإنجازات حاول التنظيم الإخواني من خلال مبادئه الفاسدة وبمساعدة من التنظيم الإخواني العالمي وبالتحالف مع منظمات وتيارات أخرى أن يغطيها بغرباله الأسود ضمن خطته في الطعن في الدولة ونزع الأهلية من القيادة والاستعلاء الحزبي توطئة للوصول إلى السلطة، ولكنَّه ظهر في أفاعيله المشينة هذه كطائر صغير حاقد يريد أن يقف أمام الشمس الهائلة ليحجب نورها عن الآخرين وهو يصرخ فيهم قائلاً: ليس هاهنا شمس! ليس هاهنا شمس! ولأن هذا الطائر الحاقد أصغر من أن يحقِّق مبتغاه ولأن كل أحد كان يرى الشمس الهائلة في تلك اللحظات وبكل وضوح فلم يلق هذا الطائر من الآخرين إلا السخرية والازدراء، وبدلاً من أن ينتبه الطائر الحقود لفداحة ما يفعل ويرضخ للحقيقة الماثلة للعيان؛ إذا به يواصل ترهاته تلك محاولا إقناع الآخرين بأنه ليس هناك شمس بالفعل وأن ما يرونه هو شيء آخر ربَّما همٌ أو سراب؛ ليستحق بذلك أن يكون وبكل جدارة أضحوكة في أعين العقلاء! هذه في الحقيقة هي حال التنظيم الإخواني في حملته الشعواء ضد الدولة.
ولم يأل التنظيم جهدا في محاولات التشويه والإساءة إلى الدولة وبث الشحناء في المجتمع والسعي للتفريق بين القلوب ومحاولة المساس بالعلاقة المتينة بين القيادة والشعب وزرع الأوهام وقلب الحقائق والتستر بالشعارات البراقة، مستخدما في ذلك كله الإرهاب الفكري والحرب الإعلامية المتنوعة في الداخل والخارج والمنهج المكيافيلي في الطرائق والمنهج السفسطائي في إنكار الحقائق، فكل شيء يهون عند أصحاب هذا التنظيم في مقابل الوصول إلى السلطة، ولذلك فقد جعلوا مصلحة تنظيمهم هي المصلحة الأساس التي لا يُعلى عليها ولو على حساب البلاد والعباد، وجعلوا ما يريدون فرضه من أغراض سياسية هي مسألة حياة أو موت، فليس يعنيهم في شيء خراب أو دمار إذا كان في ذلك تحقيق مصالحهم السياسية الحزبية الإخوانية.
وقد حاول التنظيم شحن بعض البسطاء وبالخصوص أتباعه الذين غسلوا أدمغتهم بالمبادئ الإخوانية الفاسدة ومحاولة إقناعهم بأنهم مظلومون ومسلوبو الحقوق والحريات ومضطهدون ومقهورون وأنهم في دولة من القرون الوسطى وأن ما يعيشونه من رخاء ونعمة ما هي إلا أساطير الأولين وأنهم في مصيبة كبرى لا أول لها ولا آخر!
ولكن وبحمد الله وتوفيقه انبرى رجالات البلد ومخلصوها وأصحاب الأقلام من الذكور والإناث لصد هذا الإرهاب الفكري الذي مارسه التنظيم الإخواني.
وبعد الحرب الضروس والممارسات الشعواء التي قام بها التنظيم في الداخل والخارج والتواطؤ ضد الدولة والقيادة والمجتمع باؤوا بالفشل الذريع، وظهرت حقيقتهم للعيان، وحمى الله سبحانه وتعالى هذه الوحدة من تلك الأيادي الخبيثة، ولا يزداد الاتحاد والتلاحم بحمد الله وفضله مع مرور الأيام إلا قوة وصلابة ومتانة، ولا تزداد معها المحبة والتآلف وتقارب القلوب إلا نماء وإشراقا.
ولسنا هنا في صدد التدليل على خطورة التنظيم الإخواني ودكتاتوريته وأنه نموذج للإرهاب والفساد ودمار الاقتصاد وتمزيق النسيج الاجتماعي وغير ذلك، فقد سبقت أدلة كثيرة على هذا في مقالات سابقة، ولكن حسبنا هنا أن نقف على الواقع من خلال الإخوان المسلمين في مصر وبالخصوص في الأشهر الثلاثة الماضية، حيث ظهرت حقائقهم أكثر لمن كان مغترا بهم، وبان كذب ادعائهم للديمقراطية والحرية والحقوق، وظهر على السطح وبوضوح مواقفهم الديكتاتورية وممارساتهم الحزبية التي تطفح بالغطرسة، وانكشف عدم مبالاتهم بأي أمر سوى مصالحهم الحزبية ولو كان ذلك على حساب الأمن والاستقرار والنهوض الاقتصادي وتأجيج الصراعات الطائفية والحزبية، حتى شهد بهذه الأفاعيل المخزية وآثارها السلبية القاصي والداني والمسلم وغير المسلم، وإننا لنسأل المولى سبحانه وتعالى أن يحفظ شعب مصر من الفتن وأن يسلِّمهم من مكر أهل الشُّبه.
والواقع أن تلك الممارسات والمواقف الإخوانية ليست مجرد أفعال عشوائية أو مواقف صدرت من هؤلاء نتيجة سوء تقدير بسبب حالة ارتباك ناجمة عن رجحان موازين القوى لصالحهم كما قد يتوهمه البعض، بل هي تطبيق فعلي منظَّم للفكر الإخواني القائم في أساسه على المنهج الديكتاتوري والساعي إلى إزاحة أي قوى سياسية من طريقه والاستحواذ على النفوذ والهيمنة ومصادر القوة والتفرد المطلق على الساحة السياسية ونبذ كل من يعارضهم.
ولقائل أن يقول: هل لك مستند على ما تقول من واقع الأيدلوجية الإخوانية؟
فأقول: بكل تأكيد، فهذه كتب ورسائل حسن البنا المرشد الأعلى والأول للتنظيم الإخواني قد أعلن فيها عن ذلك صراحة، تلك الرسائل التي تمثِّل الدستور الحقيقي للإخوان المسلمين، وسنكتفي هنا بنصٍّ واحد فقط لئلا نطيل على القارئ الكريم مع كثرة ما في تلك الرسائل من نصوص تثبت المنهج الديكتاتوري الإخواني.
يقول حسن البنا في (رسالة المنهج – ضمن مجموعة الرسائل)ص236 طبعة: دار الكلمة؛ كاشفًا عن خطوات الإخوان المسلمين المتَّبعة في نشر مطالبهم وفرضها على الشعب وموقفهم من الذين لا يؤيدونها:
“1- تُقدَّم المذكرات والبيانات والعرائض بالمطالب الإصلاحية إلى الجهات المختصة.
2- تُدعى الهيئات المنظمة في البلد إلى مشاركة الإخوان في تأييد منهاجهم الإصلاحي.
3- تُهاجَم كل جهة تقف في سبيل هذه المطالب بمقالات قوية في صحف الإخوان المسلمين، وتُرسل إليها هذه الصحف، وفي خطابات الإخوان ورحلاتهم وكلماتهم كذلك.
4- تُطبع المنشورات وتُوزع ويُدعى الشعب بها إلى تأييد الفكرة، والانفضاض عن كل هيئة لا تناصرها.
5- تتكون الوحدات التي تتولى عمليا إزالة المنكر وإقناع الناس بخطره وفساده، وتقوم على شؤون الإصلاح عمليا كذلك”.
إذن فلا بد – بناءً على كلام مؤسس التنظيم الإخواني نفسه – من الهجوم على كل جهة تقف أمام المطالب الإخوانية، ولا بد أن يكون هذا الهجوم قويا ضاريا وذا صدى عالٍ في الصحف وغيرها، ولا بد من نشر الأفكار الإخوانية وفرضها على الشعب بكل وسيلة متاحة والانفضاض عن كل هيئة لا تناصرها!!
فهل بعد هذا يجرؤ التنظيم الإخواني أن يقول: نحن دعاة ديمقراطية! ونحن أنصار حرية الرأي! ونحن من الذين يحترمون الآراء الأخرى ولو كانت تخالفنا! ونحن لا نريد إلا ما يريده الشعب!
إن كل هذه الدعاوى العريضة التي يتبجح بها الإخوان المسلمون أينما كانوا ليست إلا حبرا على ورق وشعارات جوفاء مجردة عن المضامين تماما، فإن منهجهم في نظرهم هو المنهج الصحيح الذي لا بد من فرضه على الخلق، وأيُّ منهج سواه فهو عندهم منهج ناقص لا يصلح ولا يقوم، ولكنَّ المداهنة والسياسة المكيافيلية تقتضي منهم التلاعب بالكلمات والتمسكن من أجل التمكُّن، فإذا تمكَّنوا أو قاربوا كشَّروا عن أنيابهم وأبرزوا مخالبهم، وقد سار التنظيم الإخواني في الإمارات على هذه الخطوات متوهِّمًا أن له رصيدًا شعبيًا يمكن أن يساوم عليه، فكان في سالف الأيام يُظهِر التمسكن التام، وأنه ليس سوى جمعية اجتماعية تربوية لا علاقة لها بالسياسة، وأن جُلَّ اهتمامها تزكية الأخلاق والسلوك، فلما اشتعلت الثورات في بعض البلدان جُنُّ جنون أصحاب التنظيم وكشفوا عن حقائقهم وظنوا أن الوقت قد حان لإظهار بعض أوراقهم الخفية، فانكشف بذلك للعقلاء أنهم ليسوا سوى تنظيم سياسي بحت، وأن كلَّ ما يهدفون إليه هي مجرد مطالب سياسية كخطوة أولية في حلم الوصول إلى الحكم، وأنه ليس لهم أدنى رصيد في المجتمع الإماراتي، ورأى العقلاء رأي العين كيف أن أصحاب التنظيم ارتقوا في مهاوي الغلو حتى عقدوا على أغراضهم السياسية الولاء والبراء، وناصبوا من لم يوافقهم العداء، وجعلوها مسألة حياة أو موت، وأنه لا بد من فرضها على الآخرين مهما كان الثمن، وشنوا في سبيل ذلك كلَّ حرب على الدولة، حتى آثر بعضهم الفرار خارج الدولة ليكمل مسيرة التأجيج والتحريض، لا يبالون في ذلك كله بشيء حتى ولو كان فيما يفعلون خراب البلاد والعباد! ولكنَّ الحقيقة التي تجاهلوها أنهم ليسوا إلا كطائر حاقد يريد أن يغطي شمس الدولة المشرقة بغربال أسود ممزَّق، حتى صدق فيهم قول الشاعر:
كناطح صخرةً يومًا ليوهنها … فلم يَضِرْهَا وأوهى قرنَه الوَعِلُ
من هنا فإننا ندعو مجتمعنا الغالي وعقلاءنا في دولة الإمارات وفي دول الخليج عموما إلى أن ينتبهوا من هذا التنظيم المغرض وأن يعوا حقيقته وأن يعلموا جيدا أن أصحابه لا يبالون إلا بمصالحهم الحزبية ولو كان ذلك على حساب تعاليم الدين الحنيف ومصالح الشعوب، فأما تلك التعاليم فيمكن تأويلها عندهم أو التحايل عليها بدعاوى الضرورات والمصالح وغير ذلك كما أنه لا همَّ لهم إلاَّ تربية سياسية حزبية حتى قال قائلهم إن تعليم الناس أمور الحلال والحرام في هذا العصر شيء عبثي وأنه كاستنبات البذور في الهواء، وأما مصلحة الشعوب فهي تهون في تقديرهم في مقابل مصلحة التنظيم، وأما الشعارات البراقة التي يرفعونها فليست إلا ذرا للرماد في العيون، وقد ادعى قوم الإصلاح بغير هدى ونور حتى خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بعد أن كفَّروه وكفَّروا من معه، وغرتهم أمانيهم حتى ظنوا أنهم أهدى طريقا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج قبل ذلك قوم تقنعوا بالإصلاح على جهل منهم حتى قتلوا أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، نعوذ بالله جميعا من سوء المقصد والعمل.

Single Post Navigation

5 thoughts on “الإنجازات الباهرة في دولة الإمارات والطيور الحاقدة

  1. مقاله رائعه . سعدت عندما وجدتها في ايميلي . حفظ الله أمن بلادنا الخليجية من حقد الحاقدين وخطط المدمرين. ورد كيد الأشرار في نحورهم وجعل الله تدبيرهم في تدميرهم

    • اللهم احفظ امن بلاد الامة الاسلامية كلها واهدنا لما تحبه وترضاه يا الله وول علينا خيارنا وانت اعلم بهم منا ورد كيد المعتدين واجعل تدبيرهم في تدميرهم اللهم آمين استجب دعانا

  2. مشكوور وبارك الله بيك

    ودي

  3. جندي الامارات on said:

    انت خبيرا بهم اعانك الله ووفقك لخدمة دينه وجزاك الله خيرا للدفاع غن دولتنا بلحقائق النيرة …….

  4. مقال رائع اخي العزيز.. الله يكفينا شر الحاسدين ويحفظ البلاد

    اذا تسمحلي بسؤال، ماهو سبب اختيارك للرقم ٧٧، هل يرمز لشيء في تاريخ الدوله، ام هو اختيار عشوائي؟

    وفقك الله

أضف تعليق