مدونة كاتب إماراتي

مدونة ترسم كلماتها أقلام إماراتية مبدعة ، تحمل هم الوطن ، وتكتب دفاعا عنه ، بفكر معتدل ، ورؤية وسطية

الإخوان المسلمون هم الممهِّد الحقيقيُّ لإيران تعقيبا على مقال (العدو الحقيقي) لمحمد المنصوري

بسم الله الرحمن الرحيم

لم يفتأ محمد علي المنصوري أحد قياديي في تنظيم الإخوان المسلمين في الإمارات من قلب الحقائق وتزويرها وتلفيق التُّهم بالأبرياء من أبناء هذا الوطن الحريصين على أمنه واستقراره وتبرئة الجناة الظالمين الذين أرادوا تصدير الفتن إلى هذا البلد الكريم وتصوير دولتنا أمام العالم بأنها ساحةٌ يُعتدى فيها على العلاقات الاجتماعيَّة وتُمارَسُ فيها العبث الداخلي.

وكعادة محمد المنصوري في محاولة استغلال المواقف – ولعله يطبِّق في ذلك قول الشاعر: (إذا هبَّت رياحك فاغتنمها!) – اغتنم المنصوري واقعة اقتحام الرئيس الإيراني لجزيرة أبوموسى الإماراتية فكتب مقالاً على موقع مركز الدراسات والإعلام في لندن التابع له يدَّعي فيه مظلوميَّة دعاة الإصلاح وأنَّ نجاد لم يكن ليجرؤ على اقتحام الجزيرة إلا بعد الانشغال بدعاة الإصلاح!

وهذا الكلام الذي تفوَّه به المنصوري – لو كان قالها وهو في وعيه – فإنَّه يكشف بكلِّ وضوح عن ضحالة فكره ومدى تمسُّكه في سبيل نصرة تنظيمه باختلاق التحليلات السَّاذجة والتهاويل الإعلاميَّة ولو كانت كبيت العنكبوت أو كقشَّة الغريق، وقد يكون لذلك علاقةٌ بظروف نفسيَّة يمر بها المنصوري جرَّاء فضائح تآمريَّة عديدة منسوبة إليه.

ولو صحَّ ما ذكره المنصوري على سبيل الفرض والجدل لكان الذين مهَّدوا لزيارة نجاد هم دعاة الإصلاح (الإخوان) أنفسهم الذين سعوا إلى تأجيج الفتن وإثارة الفوضى، بينما كان الواجب عليهم أن يتجرَّدوا من حزبيَّتهم، وأن يتبرَّؤوا من الولاءات المشبوهة بحلِّ تنظيمهم والوقوف جنبًا إلى جنب مع ولاة أمرهم وقادتهم والشعب الإماراتي، ولكنَّهم وللأسف الشَّديد أبوا إلاَّ المفاصلة والإصرار، ضاربين بكلِّ النداءات عرض الحائط.

وإذا كان محمد المنصوري يصف إيران بالعدو الحقيقي ويقول في مقاله:”ونحن نحذر من الاستهانة والتهوين من العداء الإيراني”؛

فقد تجاهل المنصوري تمامًا أنَّ الإخوان المسلمين هذا التنظيم الذي ينتمي إليه هو ومن معه ممن يسمون أنفسهم دعاة الإصلاح في الإمارات ؛ هم من أعزِّ أصدقاء إيران ومن أكبر مناصريهم منذ تأسيس التنظيم الإخواني على يد حسن البنا وإلى يومنا هذا، وهي قضيةٌ معلومةٌ مكشوفة.

وسنمرُّ في هذه العجالة مرورًا سريعًا على بعض ملامح هذه العلاقات الإخوانيَّة الإيرانيَّة وممالأة الإخوان لإيران والثَّناء المتبادل بين الطَّرفين منذ ذلك الوقت وإلى هذا اليوم ليدرك القارئ خطورة القوم ، ويتبصر الملبّس عليه في هذه الجماعة فيعود إلى رشده.

أولا: جذور العلاقات الإخوانيَّة الإيرانيَّة:

تعود جذور هذه العلاقة إلى بدايات تأسيس التنظيم الإخواني، حيث كان لحسن البنا الدور البارز في المذهب التقريبي مع الشيعة، وكان يُروِّجُ له تحت شعار الوحدة الإسلاميَّة، ومحاربة الطغيان والاستبداد، ونصرة القضية الفلسطينيَّة وطرد المستعمر.

يقول محمود عبد الحليم عضو اللجنة التأسيسية للإخوان المسلمين:”كانت هذه الطائفة (يعني الشيعة) على كثرتها تعيش في عزلة تامة عن طائفة أهل السنة كأنهما من دينين مختلفين، مع أن هذه الطائفة تضم أقوامًا من أكرم العناصر المسلمة ذات التاريخ المجيد والغيرة على الإسلام والذود عن حياضه”.

إلى أن قال:”رأى حسن البنا أنَّ الوقت قد حان لتوجيه الدعوة إلى طائفة الشيعة، فمد يده إليهم أن هلموا إلينا”.

ثُمَّ قال:”ولو كانت الظروف قد أمهلت حسن البنا لتمَّ مزج هذه الطائفة بالطوائف السنية مزجًا عاد على البلاد الإسلامية بأعظم الخيرات” [(الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ) ج2 ص357].

ثانيا: تأثُّر حسن البنَّا بجمال الدين الإيراني المعروف بالأفغاني:

تعود جذور فكرة التقارب التي دعا إليها حسن البنَّا إلى حركة جمال الدين الأفغاني الذي عُدَّ رائد دعوة التقريب، وقد كان شيعيًّا إيرانيًّا يتفنَّن في تغيير زيِّه ولقبه بحسب الظروف والأمكنة.

يقول جمعة أمين عبد العزيز أحد مفكري الإخوان المسلمين:”لقد تنبَّه المصلحون من المسلمين إلى الأضرار التي تتعرض لها الأمة الإسلامية بسبب هذا الانقسام، فراحوا ينادون بوحدة الصف الإسلامي ونبذ أسباب الفرقة بين أبناء الدين الواحد، وقد تزعَّم هذه الدعوة في بدايتها الإمام جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده، ثم أخذت الدعوة شكلا جماعيًّا بعد ذلك فنشأت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية التي شارك فيها الإمام البنا” [مقال (عليك بالفقه واحذر من الشرك)].

ويقول مصطفى محمد الطحان:”لقد نشأ الإمام الشهيد حسن البنا في وقت ضعف فيه التيار الإصلاحي، فدرس عوامل ضعفه، واستفاد من نواحي قوته، فأخذ أسلوب جمال الدين الأفغاني في العمل السياسي، وأسلوب محمد عبده في الاهتمام بالتربية” [كتاب (الإمام حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين) بتقديم محمد مهدي عاكف المرشد السابق].

ويقول هادي خسروشاهي رئيس مركز البحوث الاسلامية ومستشار وزير الخارجية الإيرانية:”كان نشاط حسن البنا ونهضته في المبادئ ومفاهيمها المطروحة في الواقع مكمِّلاً للتيار الاسلامي السابق له، والذي كان قد بدأه السيد جمال الدين الحسيني المعروف بالأفغاني في أواخر القرن التاسع عشر” [مقال بعنوان (نظرة إلى التراث الفكري والاجتماعي للشيخ حسن البنا المؤسس والمرشد للاخوان المسلمين)].

ثالثا :التحالف السياسي مع الشيعة باسم التقريب بين المذاهب:

لم يكن المقصود من فكرة التقارب هذه التي دعا إليها حسن البنا تأسِّيًا بجمال الدين الأفغاني هو فتح قنوات حوار بقصد بيان الحقِّ والرُّضوخ له وترك الغلوِّ والتَّطرُّف والباطل بأنواعه، وإنما كان المقصود سياسيًّا صِرفًا.

ومما يؤكِّد هذه الحقيقة أنَّ الثورة الإيرانيَّة كانت ملامحها واضحةً من أوَّل أيَّامها، فقد أضفت على الدستور بعد أن تهيَّأ لها البلاد مذهبًا طائفيًّا ذلك الذي كان يتنافى مع مزاعمها في الوحدة الإسلامية تنافيًا صارخًا، وقد اعترف يوسف ندا مفوض العلاقات الدولية للإخوان بذلك، ووصف هذا الإفراز والطابع الطَّائفي بأنَّه غلطة أثَّرت في مسيرة الوحدة الإسلاميَّة، ومع هذا الاعتراف فقد استمرَّت العلاقات الإخوانيَّة الإيرانيَّة بقوَّة وفاعليَّة.

ولذلك فإننا نرى في هذه الأعوام الأخيرة بيانات من بعض قادة التنظيم تحدِّد العلاقة مع إيران بأنَّها علاقة سياسيَّة صِرفة، وتُقرِّر بأنَّ العلاقة المذهبية بين الطَّرفين أمرٌ مسكوتٌ عنه.

يقول محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد بتنيظم الإخوان:”أمَّا موقفنا من إيران وما يصدر عنها فينبغي أن نفرِّق بين أمرين: (المواقف السياسية)، و(المذهب الشيعي): فالمواقف السياسية ينبغي أن نقيسها على قيم الحرية والحق والعدل …  أمَّا موقفنا من المذهب الشيعي فنحن نميل إلى عدم التعرض له بالقدح أو المدح” [مقال بعنوان (مرة أخرى نحن والشيعة)].

بل إنَّ محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق قال بصريح العبارة:”إيران دولة شيعية، والشيعة ليست مذهبًا دينيًّا، بل سياسي، ومن ثم نتعامل معها على أنَّها دولةٌ سياسيَّةٌ لا مذهبيَّة” [(جريدة المصري اليوم) 19/3/2009].

فعلاقة الإخوان بإيران ليست إلاَّ علاقة تحالفيَّة سياسية لُفَّت بستار الوحدة الإسلامية ونصرة القضية الفلسطينيَّة، وإلاَّ فلم تكن هذه الدعاوى إلاَّ شعارات لتحقيق المصالح والوصول إلى الأهداف.

يقول محمود غزلان:”إيران ومنذ قيام الثورة الشعبية 1979م التي أثمرت قيام الجمهورية الإسلامية وهي تتطلع للعب دور في المنطقة، بدأ بفكرة تصدير الثورة” [(مقال (مرة أخرى نحن والشيعة)].

فقد كان من مصلحة إيران وهي دولة ذات مذهب شيعي طائفي دعم أحزاب المعارضة السنية لتوسيع نفوذها داخل وخارج منطقة الخليج العربي وتعزيز دورها ومكانتها والاستفادة من تأثير تلك الأحزاب في المجتمعات السنية، والإخوان المسلمون كانوا بدورهم بحاجة إلى إيران كقوَّة يستندون إليها، وبالخصوص مع وجود مساحة ثورية مشتركة بين الطرفين.

رابعا : حسن البنا وبعض كبار الشيعة الإيرانيين:

نتج عن دعوة حسن البنا إلى التقريب قدوم بعض كبار الشيعة من إيران للجلوس معه ومدِّ الجسور، ومن هؤلاء: محمد تقي قمي.

يقول محمود عبد الحليم:”قدم إلى مصر شيخٌ من كبار مشايخهم في إيران، هو الشيخ محمد تقي قمي، والتقى بحسن البنا، وحَسُنَ التفاهم بينهما، وثمرةٌ لهذا التفاهم أُنشئت في القاهرة دار تَرمُز إلى هذه المعاني السامية اسمها: (دار التقريب بين المذاهب الإسلامية)” [(الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ) ج2 ص357].

ويقول عمر التلمساني المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين:”ولقد استضاف (أي: حسن البنا) لهذا الغرض فضيلة الشيخ محمد القمي أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم في المركز العام فترة ليست بالقصيرة” [(حسن البنا الملهم الموهوب)ص78].

ونقل جمعة أمين عن محمد تقي قمي هذا قوله:”وبعد فلعلَّ أكثر الناس لا يعرفون أن الأستاذ حسن البنا هو صاحب الفكرة الأولى في تأليف جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية” [مقال بعنوان (عليك بالفقه واحذر من الشرك)].

ومن الشخصيَّات الإيرانية التي التقت بحسن البنا أيضًا: المرجع الشيعي الكاشاني.

يقول التلمساني:”ولم تفتر علاقة الإخوان بزعماء الشيعة فاتصلوا بآية الله الكاشاني” [مقال (شيعة وسنة) مجلة الدعوة العدد 105 / 1985].

وقال هادي خسروشاهي:”والنقطة الأخرى في هذا الجانب هي لقاء الشيخ حسن البنا مع آية الله كاشاني في زيارة الحج هذه، وبعد إجرائهما الحوار قرَّرا عقد مؤتمر إسلامي في طهران تشارك فيه شخصيات من العالم الإسلامي كي تتم فيه تقوية العلاقات الودية بين المسلمين أكثر فاكثر” [مقال (نظرة إلى التراث الفكري والاجتماعي للشيخ حسن البنا)].

خامسا : الإخوان المسلمون ونواب صفوي الثوري الإيراني مؤسس حركة (فدائيان إسلام):

بدعوة من الإخوان المسلمين قام بزيارة مصر نواب صفوي مؤسس الحركة الشيعية الثوريَّة (فدائيان إسلام) المناوئة لحكم الشاه آنذاك.

يقول سالم البهنساوي أحد مفكري الإخوان المسلمين:”منذ أن تكوَّنت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتي ساهم فيها الإمام البنَّا والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة، وقد أدَّى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوي سنة 1954 للقاهرة”، ثم قال:”ولا غرو في ذلك فمناهج الجماعتين تُؤدِّي إلى هذا التعاون” [(السُّنَّة المفترى عليها)ص57].

وقد قوبل نواب صفوي بحماس شديد وترحيب حار من قبل الإخوان المسلمين الذين أرادوا توطيد علاقتهم بهذه الحركة الشيعية الإيرانية المنهاضة للشاه في تلك الفترة.

يقول عباس السيسي أحد قياديِّ الإخوان المسلمين:”وصل إلى القاهرة في زيارة لجماعة الإخوان المسلمون الزعيم الإسلامي نواب صفوي زعيم فدائيان إسلام بإيران، وقد احتفل بمقدمه الإخوان أعظم احتفال، وقام بإلقاء حديث الثلاثاء، فحلق بالإخوان في سماء الدعوة الإسلامية وطاف بهم مع الملأ الأعلى، وكان يردد معهم شعار الإخوان: الله أكبر” [(في قافلة الإخوان المسلمين)ج2 ص159].

ومع تعصُّب نواب صفوي لمذهبه وحماسه الشديد لحركته الثورية ذلك الذي جرَّه إلى أعمال عنف عديدة من تصفيات واغتيالات؛ فقد كان ذا صيت لامع عند الإخوان المسلمين وكانوا يُضفون عليه هالات المديح والثناء، فقد كان في نظرهم شابًّا سياسيًّا ثوريًّا يريد الوقوف أمام الظلم والاستبداد، وهذه هي المساحة المشتركة بين الطَّرفين، وكان الإخوان ينطلقون في تدعيم هذه المساحة المشتركة وتأييد صفوي وثورته من قاعدتهم: (نتعاون فيما اتَّفقنا عليه)، وحينئذٍ فما وراء هذه المساحة المشتركة من أعمال عنف وتطرُّف وطائفية تصدر من صفوي فيُمكن أن يَتعامل معه الإخوان وفقًا للجزء الثَّاني من قاعدتهم: (ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه)!

فها هو محمد حامد أبو النصر المرشد الرابع للإخوان المسلمين يصف نواب صفوي بالزعيم الإيراني المسلم الشهيد [(حقيقة الخلاف بين الإخوان المسلمون وعبد الناصر)ص98].

ويقول عنه فتحي يكن أحد زعماء الإخوان المسلمين في لبنان:”شاب متوقد إيمانًا وحماسةً واندفاعًا، بلغ من العمر تسعة وعشرين عامًا، درس في النجف في العراق، ثم رجع إلى إيران ليقود حركة الجهاد ضد الخيانة والاستعمار، أسس في إيران حركة (فدائيان إسلام) التي تؤمن بأن القوة والإعداد في سبيل تطهير الأرض المسلمة من الصهيونيين والمستعمرين” [(الموسوعة الحركية) ج1 ص163].

لقد كانت علاقة نواب صفوي بالإخون المسلمين علاقة قوية وطيدة ذلك الذي جعل راشد الغنوشي يصف منظمة (فدائيان إسلام) بأنها امتداد للإخوان المسلمين [(مقالات حركة الاتجاه الإسلامي)].

وجعل صفوي نفسه يقول بالمقابل في زيارةٍ له إلى سوريا أمام حشد من السنة والشيعة:”من أراد أن يكون جعفريًّا حقيقيًّا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين” [(إيران والإخوان المسلمون) عباس خامه يار ص225].

وقد نعاه الإخوان المسلمون بعد أن أُعدم بسبب محاولة اغتيال رئيس الوزاء الإيراني آنذاك.

فقد جاء في مجلة (المسلمون) تحت عنوان (مع نواب صفوي):”والشهيد العزيز – نضَّر الله ذكره – وثيق الصِّلة بالإخوان المسلمين، وقد نزل ضيفًا في دارها بالقاهرة أيام زيارته مصر، في كانون الثاني سنة 1954″ [المجلد الخامس – العدد الأول – 1956 – ص73].

سادسا : الإخوان المسلمون ودفع عجلة الثورة الإيرانية:

كعادة الإخوان المسلمين في البحث عن حلفاء سياسيِّين ثوريِّين كان الخميني هذه المرَّة هدفهم، وقد كان منفيًّا آنذاك في فرنسا، فبدأ الإخوان المسلمون في دعمه وتأييده والاحتفاء بدعوته الثورية.

فقد ذكر يوسف ندا مفوِّض العلاقات الدولية في تنظيم الإخوان المسلمين في لقاء معه على قناة الجزيرة بأنَّ الإخوان المسلمين كوَّنوا وفدًا التقى بالخميني في باريس قبل ذهابه إلى إيران، وأنَّ التنظيم كان على علاقة بأعضاء من مجموعات الخميني قبل الثورة الإيرانية، وكانت تتمُّ بينهم لقاءات في أمريكا وأوروبا.

يقول يوسف ندا:”عندما جاء الخميني إلى باريس ذهب الوفد وقابله هناك؛ ليشجِّعه ويدعمه”.

سابعا : الإخوان المسلمون وجنون الافتتان بالثورة الإيرانية:

وعندما قامت الثورة في إيران كان الوفد الإخواني ثالث طائرة تهبط في مطار طهران بعد طائرة الخميني وطائرة أخرى، على حسب تصريح يوسف ندا.

وقد كان تأييد الإخوان المسلمين للثورة الإيرانيَّة تأييدًا صارخًا وفوريًّا.

يقول التلمساني:”وحين قام الخميني بالثورة أيدناه ووقفنا بجانبه” [حوار معه في مجلة المصور].

وقال القيادي الإخواني عصام العريان لجريدة الشرق الأوسط:”إنَّ جماعة الإخوان المسلمين أيدت الثورة الإسلامية في إيران منذ اندلاعها عام 1979 لأنها قامت ضد نظام حكم الشاه رضا بهلوي الذي كان منحازًا للعدو الصهيوني”.

وقال عبد لله النفيسي:”فور حدوث الثورة الإيرانية بادرت أمانة سر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بالاتصال بالمسؤولين الإيرانيين بغية تشكيل وفد من الإخوان لزيارة إيران والتهنئة بالثورة وتدارس سبل التعاون” [(الحركة الإسلامية رؤية مستقبلية) ص248و249].

وقد كان تأثير الثورة الإيرانيَّة كبيرًا على رموز الإخوان.

فقد قال راشد الغنوشي:”إنه بنجاح الثورة في إيران يبدأ الإسلام دورة حضارية جديدة”.

وكتب الغنوشي في مجلة (المعرفة) الناطقة باسم حركة الاتجاه الإسلامي والتي تُعرَف الآن بحركة النهضة مقالاً بعنوان (الرسول ينتخب إيران للقيادة) جاء فيه:”إن إيران اليوم بقيادة آية الله الخميني القائد العظيم والمسلم المقدام هي المنتدبة لحمل راية الإسلام”.

وقال الغنوشي أيضًا:”إنَّ مصطلح الحركة الإسلامية ينطبق على ثلاثة اتجاهات كبرى: الإخوان المسلمين، الجماعة الإسلامية بباكستان (والتي أسسها أبو الأعلى المودودي والتي كانت على شاكلة منهج الإخوان المسلمين)، وحركة الإمام الخميني في إيران”.

وقال فتحي يكن:”تنحصر المدارس التي تتلقى منها الصحوة الاسلامية عقيدتها وعلمها ومفاهيمها في ثلاث مدارس: مدرسة حسن البنا، ومدرسة سيد قطب، ومدرسة الامام الخميني” [(المتغيرات الدولية والدور الاسلامي المطلوب)ص 67 – 68].

وقال القرضاوي:”ومن ثمرات هذه الصحوة ودلائلها الحية: قيام ثورتين إسلاميتين أقامت كلٌّ منها دولةً للإسلام تتبناه منهجا ورسالة في شئون الحياة كلها: عقائد وعبادات، وأخلاقا وآدابا، وتشريعا ومعاملات، وفكرا وثقافة، في حياة الفرد، وحياة الأسرة، وحياة المجتمع، وعلاقات الأمة بالأمم، أما الثورة الأولى: فهي الثورة الإسلامية في إيران التي قادها الإمام آية الله الخميني سنة 1979م … وكان لها إيحاؤها وتأثيرها على الصحوة الإسلامية في العالم، وانبعاث الأمل فيها بالنصر، الذي كان الكثيرون يعتبرونه من المستحيلات” (أمتنا بين قرنين)ص112و113.

ثامنا : ثناء خامنئي ومستشاره على الإخوان المسلمين:

من هنا لم يكن مستغربًا حينما عدَّد خامنئي المرشد الحالي في إيران في خطبته إبَّان الثورة المصرية بعض المشاهير في مصر وختمهم بقوله:”والشيخ حسن البنا”.

وقد كان خامنئي قد ترجم كتابين لسيد قطب إلى اللغة الفارسية وذلك قبل الثورة الإيرانية عام 1979.

يقول علي أكبر ولايتي الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية ومستشار خامنئي في مقابلة له مع وكالة أنباء مهر الإيرانية:”طبعا كان لإيران ومصر أثرا متبادلا، فكما كان للسيد جمال الدين دور في نشوء الصحوة الاسلامية في مصر وبروز شخصيات من قبيل المرحوم الشيخ محمد عبده وعبدالرحمن الكواكبي ورشيد رضا، فكذلك ترك الإخوان المسلمون في وقتهم أثرا على الحركات الاسلامية في إيران”.

وقال أيضًا:”إن سماحة قائد الثورة قام قبل الثورة بترجمة عدد من كتب سيد قطب إلى الفارسية، وبعد الثورة أيضا تمت ترجمة كتاب ولاية الفقيه للإمام الخميني إلى العربية، حيث ترك أثرًا هاما في الصحوة الاسلامية بالعالم العربي وخاصة مصر”.

وقد عزا ولايتي الأهمية الثقافية لمصر بالنسبة للمنطقة إلى وجود الأزهر وما وصفه بالماضي العريق للإخوان المسلمين وقال:”منذ تأسيس الاخوان المسلمين من قبل حسن البنا عام 1928، كان موقع مصر الثقافي ودورها في الحضارة الاسلامية تتطلب أن تتبوأ مصر هذه المكانة في العالم العربي”.

تاسعا : تبنِّي الإخوان المسلمين للعديد من المواقف المؤيِّدة لإيران:

لقد تبنَّى الإخوان المسلمون العديد من المواقف المؤيِّدة لإيران وللشيعة عمومًا، فقد كانت لهم تصريحات في الحرب العراقية الإيرانية، وتصريحات في المواجهات التي تمت بين المملكة العربية السعودية والحوثيِّين، وتصريحات بخصوص خليَّة حزب الله التي تم اكتشافها في مصر، وغير ذلك من المواقف، وقد اعترف يوسف ندا في لقاء معه على الجزيرة بأن علاقتهم مع دول الخليج كانت متوتِّرة وكانوا متَّهَمين بالعمالة بسبب مواقفهم الممالئة لإيران.

وها هي مجلة (الأمان) التي يترأَّسها إبراهيم المصري من قُدامى مؤسسي الإخوان المسلمين في لبنان تُظهِر مساحةً كبيرةً من التحالف الإخواني الإيراني، وهي وإن كانت أحيانًا تحاول مسك العصا من المنتصف فهي في أحيان أخرى لا تتورَّع عن أن تورد تصريحات الإيرانيين بأن الجزر الإماراتية جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية؛ كما في خبر بعنوان (رفض إيراني لبيان الدوحة حول الجزر).

وتورد مقالات أخرى تُظهِر فيها إيران على أنها القوة الجبارة في الخليج وتستصغر في الوقت نفسه من شأن دول الخليج؛ كما في مقال بعنوان (إيران تستعرض قوّتها في الخليج الخائف والنظام العربي موزّع الولاء)، ومقال آخر بعنوان (إغلاق مضيق هرمز.. هل يكون بداية لحرب شاملة).

وتورد بين الفينة والأخرى مقالات تهوِّن فيها من الاعتداءات الإيرانية، ففي مقال بعنوان (إيران والبحرين: فقاعة سياسيّة أم خطوة مرتجلة؟) على خلفيَّة تصريحات ناطق نوري قرَّر فيه صاحب هذا المقال أن عروبة البحرين ليس لها بعد تاريخي أو قانوني دولي، وأن القضية سياسية فقط.

وقال صاحب المقال أيضا:”لا شك أن الأسلوب الاستعراضي الذي اتبعته دول عربية عديدة في تأكيد وقوفها إلى جانب البحرين ورفضها للتصريحات الإيرانية يندرج تحت عنوان الاستفادة من فرصة ذهبية في نظر بعض المسؤولين للمضيّ قدمًا في التهويل من الخطر الإيراني على المنطقة”.

وقال أيضا:”وفي الوقت الذي لا تنقطع فيه جهود تصوير الخطر الإيراني هو الخطر الأكبر على البلدان العربية، لا سيما الخليجية، بديلاً من الخطر الصهيوني”.

عاشرا : مهدي عاكف مرشد الإخوان السابق: من حقِّ إيران صنع قنبلة نووية ومد المذهب الشيعي:

سئل محمد مهدي عاكف المرشد السَّابق للإخوان المسلمين في حوار معه في جريدة النهار الكويتية: ألا تعتقد أن البرنامج النووي الإيراني يؤثر على أمن الخليج؟ وإن كان يؤثر فلماذا يقام؟ وهل ترحب بالمد الشيعي في المنطقة؟

فقال مهدي عاكف:”هذا البرنامج من حقهم، حتى ولوكان قنبلة نووية فهذا حقهم”.

وقال أيضًا:”وفيما يخص المد الشيعي أرى أنه لامانع في ذلك، فعندنا 56 دولة في منظمة المؤتمر الاسلامي سنية، فلماذا التخوف من إيران وهي الدولة الوحيدة في العالم الشيعية”.

وقد سألَت جريدة (الشرق الأوسط) بعد هذه التصريحات مهدي عاكف عمَّا إذا كانت إجابته قد حُرِّفت أو فُهمت خطأ فقال:”لا، الإجابة صحيحة، وبلا تحريف”.

الحادي عشر : العلاقات الإخوانية الإيرانية وتكييف قنوات الاتصال:

إذا كان الإخوان المسلمون كتنظيم سياسي يحرصون على علاقاتهم مع إيران بجامع المصالح السياسيَّة والثَّوريَّة المشتركة فإنهم في الوقت نفسه يحاولون أن يكيِّفوا هذه العلاقة ويهيِّئوا لها البيئة التي تناسب مصالحهم أو مصالح الطرفين، وخاصة بعد توتر علاقاتهم مع بعض الدول العربيَّة كضريبة لممالأتهم لإيران، ومن هنا كان لابدَّ من تكوين بيئات سرية وإنشاء علاقات وراء الأستار.

ولا أدلَّ على ذلك من اعتراف يوسف ندا في لقاء معه على قناة الجزيرة بأنه عندما توتَّرت العلاقات بين الإخوان المسلمين ودول الخليج تم تغيير البيئة الإخوانية الإيرانية فورًا، حيث قال ندا:”فانتقلت العلاقة فورًا، قرَّرنا أنها تكون من خارج البلاد العربية، فاتصلتُ ببعض إخواننا حتَّى يتَّصلوا بهم، فاتصلوا بهم، فبعثوا لي مندوب في لندن، رحت قابلته في لندن”.

الثاني عشر: الإخوان المسلمون وممالأة النظام الإيراني ولو مارس الاعتقالات والتصفيات:

صرَّح يوسف ندا في حوار معه على الجزيرة بأنَّ ما أفرزته الثورة الإيرانية من قيام الدستور على أساس طائفي كان غلطة أثرَّت في مسيرة وحدة المسلمين، ولكنَّ ذلك لم يؤثِّر أبدًا في العلاقات الإخوانية الإيرانية، وبرَّر ذلك بقوله:”هو مبدأ عام عند الإخوان؛ إنه في وسط الإسلاميين: (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه)”.

وهنا سُئِل يوسف ندا: حتى ولو أدى الأمر إلى اعتقال كثير من أهل السنة وإلى سجنهم وإلى قتل بعضهم وتصفيتهم؟

فأجاب يوسف ندا:”ليس هناك عمل بدون أخطاء، والمفروض إذا كان فيه اعتقالات وإذا كان فيه أي شيء المفروض إن إحنا نساعد في إزالتها مش إن إحنا نقطع، لأن أي قطع معناه إنه تزيد الأخطاء مش إنها تنقص”.

وأكَّد ندا على أنَّ العلاقة بين الإخوان وإيران لم يحصل فيها فتور على الرغم من الوضع الطائفي الذي أفرزته الثورة، وعلى الرغم مما بدر من صادق خلخالي مسؤول المحاكم الثورية آنذاك من تكفير للإخوان ووصفهم بعملاء الشيطان.

وقال يوسف ندا أيضًا:”مش معنى إن إحنا مختلفين معاهم في موضوع أحمد مفتي زاده (أحد كبار الإخوان المسلمين في إيران) أو غيره إن إحنا نقطع صلاتنا، لو قطعنا صلاتنا بأي واحد يبقى ما هنصلح أي غلط، إحنا بنعتقد إن هو لازم يتصلح، فالعلاقة تفضل موجودة، يعني: (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه)”!

وهكذا تَهُون أخطاء إيران في نظر الإخوان المسلمين وتذوب تمامًا تحت شعار (يعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه)، ولو كانت تلك الأخطاء هي الاعتقال والحبس والقتل والتصفية والممارسات الطائفية! وتبقى المصالح السياسيَّة والروح الثَّوريَّة هي المساحة المشتركة التي تعلو على أيِّ أمرٍ آخر.

وفي الوقت الذي لا يجد الإخوان المسلمون أيَّ بأسٍ في أن يعذروا النظام الإيراني إذا صدر منه ما صدر ولو كانت الجرائم الموبقة حفاظًا على المكاسب السياسيَّة؛ فإنَّهم لا يتورَّعون أبدًا عن رفع سيف التهديد والوعيد والتحريض على الأنظمة الأخرى من دون أن يطبِّقوا معها لا من قريبٍ ولا من بعيد – في ازدواجيَّة مفضوحة – قاعدتهم المزعومة (يعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه)!

وأخيرًا:

فهل يستطيع محمد المنصوري – لو كان صادقًا حقًّا – أن يقول كلمة الحقِّ في وجه تنظيمه والمنضوين فيه؟!

وإذا كان المنصوري يعدُّ إيران العدو الحقيقي فهل يستطيع نقد هؤلاء القادة المخلصين لإيران من أبناء تنظيمه؟!

أم أنَّ المنصوري قد انعقد لسانه إلاَّ عن الطَّعن في دولته وولاة أمره وتشويه بلده والنَّيل من الحريصين على أمن الوطن واستقراه؟!

ألم يَأْنِ لمحمد المنصوري – لو كان بقيت فيه ذرَّة احترام لهذا البلد – أن يرتدع عن تشويهه والطَّعن في أبنائه المخلصين بخنجره المسموم، وأن يلتفت إلى تنظيمه ليقول لهم بملء فيه: أنتم أنتم الممالئون للعدوِّ الحقيقي؟!

 أم أنَّه قد غرق في ولاءاته المريبة وخنوعه لتنظيمه إلى القاع حتى لم يعد يستطيع الخروج!

والله المستعان، وعليه التُّكلان.

إني لأدعو بكل صدق وشفقة ورحمة الشباب والشابات الملبس عليهم في تنظيم الإخوان المسلمين أن يعوا هذه الحقيقة ، ويدركوا مخاطر التنظيم على دينهم ووطنهم ، وينسلخوا من هذا التنظيم الموبوء ، ويعودوا إلى رشدهم وهداهم ، فالطريق الذي تسلكونه ما هو إلا منحدر خطير ، فالله الله في أنفسكم وأهليكم ودينكم ووطنكم .

اللهمَّ وفِّق ولاة أمرنا لما فيه خير هذا البلد، واحفظهم بحفظك، واكلأهم برعايتك، وأيِّدهم بتوفيقك، وكن لهم في الدنيا والآخرة معينًا ونصيرًا، فإنَّك سبحانك نعم المولى ونعم النَّصير.

Single Post Navigation

3 thoughts on “الإخوان المسلمون هم الممهِّد الحقيقيُّ لإيران تعقيبا على مقال (العدو الحقيقي) لمحمد المنصوري

  1. بو حمد on said:

    بارك الله فيك
    وشكر سعيك
    نورت أبصارنا بهذا الحزب الخبيث.
    والله إجرام
    كيف يطعن في ولاة أمر خيرين
    ويمجد ويثنى على من يطعن في القرآن.

  2. جماعة الإخوان تعتبر من أخطر الأحزاب والجماعات على معتقد أهل السنة والجماعة للاسباب التالية:
    أولا: الجماعة تمتهن المنهج السني المصحوب بغيرقليل من الإبتداع في الدين فيتبعها لذلك غير قليل ممن قلت حصيلتهم من العلم الشرعي الرصين.
    ثانيا: الجماعة لاتتورع عن مبدأ الغاية تبررالوسيلة وهم طلاب حكم بأي طريقة من الطرق وبهذا يسخرون كل مايستطيعونه لتفعيل وخدمة هذا التوجه.
    ثالثا: الجماعة تمارس احترافية ومهادنة مع أعداء الملة تحت شعار يتنافى مع حتمية التعاون على الحق ونبذ ورفض التعاون على الباطل وذلك بشعار اللجماعة” فالنجتمع على ماتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه”
    لعل المهتم بهذه الجماعة وماتشكله من خطر على مصالح المسلمين العقدية يراجع موضوع” قال الناس ولم اقل في جماعة الإخوان المسلمين” على محركات البحث
    بل على الرابط التالي:
    http://www.shahrane.com/vb/showthread.php?t=44784
    نسأل الله أن يحفظ خليجنا المعطاء وأن يرزقنا وإياكم سلامة المعتقد ووضوح المنهج.
    تقبلوا تحياتي والله يرعاكم والسلام عليكم.

    ملاحظه الكاتب كويتب يكتب باسمه الصريح وليس المستعار

  3. جندي الامارات on said:

    التآمر بين الإخوان المسلمين والرافضة الشيعة

    ضد مصر
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه؛
    أما بعد؛ فقد جاء في وثيقة إيرانية خطيرة كشفتها المقاومة العراقية بعد احتلال العراق ومن خلالها تنكشف أبعاد العلاقة الأخيرة بين الرافضة وحزب الإخوان المسلمين، وهذه الوثيقة نشرت في شبكة البصرة:
    “في أواخر عام 2005 أسرت المقاومة العراقية شخصًا إيرانيًّا وضع لفترة تحت المراقبة، واتضح فيما بعد أنه ضابط مخابرات إيرانية كبير (من فيلق القدس) مكلف بالتنسيق مع التنظيمات الموالية لإيران في العراق، وعثرت معه على وثيقة خطيرة تكشف الخطة الإيرانية في مجال الإعلام الموجه للأقطار العربية، تسلط الضوء على حجم التغلغل الإيراني في أوساط عربية مثل كتاب وصحفيين وسياسيين محسوبين على الخط الوطني والقومي والإسلامي العربي! ورغم تكتم مخابرات المقاومة الوطنية العراقية على أسر هذا الضابط لمدة سنتين لأسباب أمنية إلا أنها كشفت لشبكة البصرة النقاب عن بعض ما ورد في الوثيقة التي كانت بحوزته..
    وأذكر ما يتعلق بحزب الإخوان في هذه الوثيقة:
    “إن التنظيمات الناصبية المعادية لنا بالأصل كالإخوان المسلمين تجد أنها اقرب إلينا من العفالقة العلمانيين، لذلك فإن تمتين العلاقة معهم ضرورة لأجل تحقيق اختراقات تاريخية في مصر بشكل خاص عن طريقهم عبر المساعدة على انتشار المذهب في مصر تحت غطاء تعاوننا مع الإخوان المسلمين هناك.
    ويجب في هذا الصدد أن نكون كرماء جدًّا مع هؤلاء؛ لأنهم أقدر من غيرهم على عزل التيارات القومية العنصرية العربية”.
    وجاء في شبكة المنصور –شبكة المقاومة العراقية، والتي يتولاها حزب البعث الاشتراكي العراقي- (وكذا نشره موقع أنا المسلم بتاريخ 9/4/2011م) ما يلي:
    اليوم تكشف المقاومة العراقية ومن خلال مخابراتها الوطنية عن مخطط إيراني رهيب يهدد أمن واستقرار كافة الأقطار العربية، يؤكد كل المعلومات التي حصلت عليها المقاومة في السنوات السابقة، فقد ألقت المقاومة الوطنية العراقية القبض على أحد اخطر ضباط المخابرات الإيرانية -والذي كان يقوم بدور منسق العلاقات بين التيارات التابعة لإيران في العراق وأغلب الأقطار العربية، وبين المخابرات الإيرانية، وكان موضع مراقبة دقيقة ومتواصلة منذ شهور في إحدى مدن جنوب العراق، حيث كان يقيم متخفيًا باسم ولقب مزيفين ويتحدث اللَّهجة العراقية بطلاق تامة.
    وحينما اكتملت عملية المراقبة هاجمت وحدة متخصصة من مخابرات المقاومة الوطنية العراقية البيت الذي يسكنه ليلاً وألقت القبض عليه….
    وبالنظر لخطورة المعلومات الواردة فإن منظمتنا تنشر اليوم بعض هذه المعلومات لأهميتها في إنقاذ أقطار عربية من مخططات جهنمية إيرانية تتطابق مع المخططات اليهودية التي عرفت ونشرت …وفيما يلي بعض المعلومات الخطيرة:
    وذكروا مخطَّطًا لكل دولة إسلامية، والذي يعنينا الآن ما يتعلق بتآمر إيران الرافضية مع حزب الإخوان المسلمين ضد مصر، فجاء في هذا المخطط:
    أما في مصر فإننا لدينا الآن خطة محكمة تنفذ بنجاح وفيما يلي أهم خطواتها :
    بعد أن تم إسقاط مبارك -وهو أحد أهم أهداف جمهورية إيران الإسلامية-، يجب في المرحلة الأولى من خطتنا دعم ترشيح شخصية ناصرية تتمتع باحترام أوساط مصرية مهمة لها معنا صلات ممتازة منذ سنوات لرئاسة الجمهورية، وإذا نجحنا في إيصاله للرئاسة فإننا سنخطو خطوة كبيرة، ومهمة في إعداد الساحة المصرية لتكون صديقة لنا وغير معرقلة لأهدافنا الاقليمية كما كانت في عهد مبارك عقبة كأداء بوجه إيران.
    وفي هذه المرحلة فإن أهم هدفين لنا في مصر هما تحويل مصر من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني؛ لأن النظام الرئاسي يضع بيد الرئيس صلاحيات كبيرة جدًّا تجعل بإمكان مصر اتخاذ أي موقف بسرعة وبدون عرقلة من البرلمان لمواجهة مواقف وأحداث مهمة في المنطقة، ولذلك فإن النجاح في جعل مصر جمهورية برلمانية يتحكم فيها البرلمان في القرار النهائي وليس الرئيس أمر لا بد منه من أجل ضمان وجود أراء متناقضة في البرلمان تستطيع عرقلة السياسات المعادية لنا.
    والهدف الثاني الجوهري هو وصول الإخوان المسلمين إلى البرلمان وحصولهم على عدد من النواب يجعلهم القوة البرلمانية الرئيسية فنوفر إمكانية تعديل الدستور لجعل مصر ذات نظام برلماني ….
    وعلينا تذكر أن مجرد رفض جماعة الإخوان المسلمين الدعاية المعادية لإيران والتي تقول: إننا نريد إثارة فتن طائفية في مصر وغيرها وتأكيدهم أن إيران دولة إسلامية شقيقة لا تريد إثارة الفتن وأنها ليست طائفية هو خير خدمة يقدمها الإخوان لنا تفتح الطريق لنا أمام كسب أغلبية سنية في مصر تضع حدًا للتيارات المعادية لإيران هناك.
    وعلينا أن نتذكر بأن تحالفنا مع الإخوان في مصر سيساعدنا أيضًا في تحقيق الهدف الأهم في مصر، وهو نشر المذهب على نطاق واسع مستغلين الفقر والأمية والأمراض والاضطهاد للطبقات الفقيرة والمعدمة والقيام بمشاريع خيرية لمساعدة هؤلاء الناس على التغلب على مشاكلهم، وعندها ننشر دعوتنا كما فعلنا بنجاح تام في سوريا، وتكون لدينا طائفة من أهل البيت قوية وفعالة، ولذلك فإن دعم جماعة الإخوان لنا عمل مهم جدًّا في إزالة المخاوف في الأوساط السنية المصرية منا، وعلينا أن ندفع الثمن الذي تريده جماعة الإخوان مهمًا كان كبيرًا مقابل ذلك.
    2 – لقد حقَّقت الثورة الشبابية في مصر تحولات سياسية كبيرة جدًّا تتمثل في بروز تيار سياسي هو الأكبر الان وهو تيار الشباب الذي نجح في إسقاط مبارك، ولذلك فمن الضروري ضمان النجاح في تحقيق عدة أهداف جوهرية أهمها.
    أ‌- علينا أن لا ننسى أن الأشخاص الرئيسيين في قيادة الشباب بعيدين عنا عقائديًّا، فهم في غالبيتهم متأثرين بامريكا والغرب وهم يشكلون أمل الغرب في إجراء تغييرات في مصر لصالحه، وهذا يفسِّر الدعم العلني لهم من قبل أمريكا والاتحاد الاوربي .
    ب‌- علينا أن ندخل في صفوفهم عن طريق أصدقائنا المصريين ونستغل كل علاقاتنا بهم للوصول إلى هؤلاء الشباب والبحث بينهم عمَّن يمكن أن يكون مع توجهاتنا الفكرية والسياسية، ولذلك يجب إعداد قائمة بأسماء هؤلاء القادة الشباب مع تقييم شامل لكل منهم.
    ت‌- تنظيم رحلات لهؤلاء الشباب إلى إيران للتعرف على الحقيقة وتنظيف رؤوسهم من الدعايات المضللة حول إيران وكسبهم إلى جانبنا .
    ث‌- عزل من يرتبط بأمريكا منهم برباط لا أمل في فكه وكشفهم أمام زملائهم الآخرين بكافة الطرق.
    ج‌- الاهتمام بمن يتميز بأنه عاطفي ومندفع وقليل الثقافة السياسية وإبرازهم ودعم توليهم أماكن قيادية في حركة الشباب وفي التنظيمات السياسية التي من المتوقع إنشائها في مصر؛ لأن هذا النوع العاطفي والمتسرع خير من يخدمنا ويحقق أهدافنا الكبيرة فعلى الأقل أنه مضمون بقيامه بنشر الانقسامات في صفوف الشباب والقوى السياسية نتيجة فورة العاطفة لديه وقلة ثقافته السياسية .
    ح‌- لا بد من إبقاء الصلات قوية مع كل الشباب مهما كانت مواقفهم غير متفقة معنا لأجل إبقاء خيط من التأثير عليهم مهما كان ضعيفًا.
    خ‌- إذا نجحنا في إقناع بعض هؤلاء الشباب بالزواج من إيرانيات فسوف نضمنهم كليًّا ونحدد نحن مستقبلهم السياسي.
    ولهذا يجب إعطاء منح دراسية لهم للدراسة في إيران على أوسع نطاق كما فعلنا في لبنان واليمن لتوفير فرص الزواج من إيرانيات إضافة لتثقيفهم بثقافتنا.
    3 – أما بالنسبة للأقباط فإن الأمر الذي لا بد منه هو إقامة أفضل العلاقات معهم من قبل أنصارنا في مصر، ومن قبل من يمثلنا رسميًّا أيضًا أي السفارة، والسبب هو أن وجود علاقات دعم قوية مع الأقباط يضمن لنا، وجود تأثير على كل الأطراف المصرية وتسهيل تقبلنا هناك كدولة، وكطائفة صغيرة تتعرض للاضطهاد من قبل الأغلبية السنية.
    وعلينا أن نوضح للأقباط بأن إيران لا تقبل باضطهادهم، وإنها مع منحهم كامل الحقوق وأن الشيعة في مصر يتعرضون للاضطهاد مثلهم، ولا بد ان نستخدم العناصر القبطية المتطرفة في تعميق الجروح بين الأقباط والسنة، وعلينا أن لا ننسى أن الأقباط مدعومين من أمريكا والغرب لذلك فإن علاقات طيبة معهم سوف تساعد على تحسين علاقاتنا بالغرب وتقليل عدائه لجمهورية إيران الاسلامية؛ لأن الأقباط سيكونون لوبيًّا داعمًا لنا.
    4 – أما في المرحلة الثانية من تنفيذ خطتنا في مصر فإننا وبعد إكمال اقامة علاقات ممتازة بالجميع مهما تناقضت مواقفهم العامة، وبعد توسيع نفوذ شيعة مصر فيجب دعم انتخاب رئيس لمصر من الإخوان المسلمين لتصبح هذه الجماعة القوة الرسمية التي تحكم مصر، وذلك هدف كبير لنا لأنه سيؤدي حتمًا إلى زيادة الصراع السني القبطي وتحوله إلى أكبر تهديد لوحدة مصر وقوتها، بالإضافة إلى أنه سيجر العلمانيين واللليبراليين إلى المعركة ضد حكم السنة، وعندها لن نخشى وقوفنا مع الأقباط والعلمانيين ضد حكم السنة في مصر والعمل ضده ومن أجل إسقاطه دستوريًّا وجعل شيعة مصر يحققون مكاسب كبيرة جدًّا عن طريق دعم مطالب الأقباط والشيعة من قبل كل الأطراف العلمانية وغيرها والانتقال إلى تفجير العنف لأجل إدخال مصر مرحلة فوضى شاملة تحرمها من لعب أي دور إقليمي وتلك حالة تخدمنا على اعتبار أن مصر هي مركز الثقل العربي، كما أنها تشغل مصر سنوات طويلة بالاضطرابات الداخلية ومستنقع الصراعات الطائفية بين السنة والأقباط وبين السنة والشيعة.
    ونحن نتوقع من وراء ذلك حصول تحولات طائفية ضخمة في مصر تجعل السنة أقلية وهو هدفنا النهائي في مصر.
    إن مصر المقسمة والمتصارعة طائفيًا هدف استراتيجي لإيران؛ لأنها تضمن تحويل مصر من أكبر قوة عربية إلى قوة ثانوية، وبعد أن دمَّرنا العراق كمركز يسد الطريق بوجه ايران فتحت أمامنا كل الطرق للتدفق من العراق وإنهاء فترة قيامه بما سمي بـ(البوابة الشرقية) للعالم العربي، والآن جاء دور مصر وعلينا منع مصر لعدة عقود من لعب دور أساسي في العالم العربي”.اهـ
    وأقول: إن هؤلاء الذين يخيل إليهم أن حزب الإخوان في البرلمان أو مرشحه الرئاسي جادون في تطبيق الشريعة فإنه واهم؛ لأن جل رموز حزب الإخوان المسلمين من المفكرين والسياسيين يعتقدون ما جاء في الكلام التالي لعبد الحميد متولي –شيخ محمد سليم العوا-، حيث قال -إمعانًا في إسقاط التشريعات الخاصة بالسياسة والحكم من السنة النبوية- في كتابه “أزمة الفكر السياسي الإسلامي” (ص71-72): “إن الأخذ بالرأي الذي نقول به يرمي إلى تضييق نطاق دائرة الأحاديث التي يصح الاستناد إليها، والالتزام بها في ميدان أنظمة الحكم، وهذا التضييق من ناحية، يؤدي من الناحية الأخرى إلى اتساع المجال أمام المشرِّع الدستوري لكي يضع من الأنظمة ما يتلاءم مع ظروف البيئة التي يشرِّع لها، دون أن تقف السنة حائلاً في طريقه …!!!
    يجدر بنا أخيرًا أن نقرر ونكرر ما سبق لنا ذكره من أن السنة الصادرة في الشئون الدستورية -في المسائل الجزئية- لا تعد تشريعًا عامًا، أي غير ذات حجيَّة ملزمة لنا في هذا العصر؛ لأنها تعد من تلك السنن التي تصدر من الرسول -على حد تعبير علماء الشريعة-: باعتبار ما له من الإمامة والرياسة العامة لجماعة المسلمين !!!”.
    وأكَّد هذا المعنى الكاتب الأزهري الإخواني المعتزلي محمد عمارة فقال في كتابه “الدولة الإسلامية” (ص76): “ما قضاه وأبرمه وقرره الرسول في أمور الدين: عقائد وعبادات لا يجوز نقضه أو تغييره حتى بعد وفاته؛ لأن سلطانه الديني كرسول ما زال قائمًا فيه، وسيظل كذلك خالد بخلود رسالته عليه الصلاة والسلام على حين أن ما أبرمه من أمور الحزب والسياسة يجوز للمسلمين التغيير فيه بعد وفاته؛ لأن سلطانه هنا قد انقضى بانتقاله إلى الرفيق الأعلى وخلفه سلطان الخليفة الذي هو سلطان مدني لا أثر للسلطة الدينية فيه”.
    قلت: وهذه الشبهة الخبيثة هي التي اتخذها العلمانيون ذريعة لإسقاط الشريعة تحت ستار تغير أحوال العصر، والتي ليست ملائمة للأحكام التشريعية من حدود ومعاملات التي حكم بها الرسول صلى الله عليه وسلم.
    فما الفرق بين العلمانيين والإخوان المسلمين؟! لا فرق إلا في الشعارات الكاذبة فقط.
    والأدهى والأمر التحريفات التي وقع فيها حزب الإخوان في باب العقيدة، والتي مسخت العقيدة، وجعلتها في الحضيص بتصريحاتهم المتوالية حول أخوة النصارى، وأخوة الروافض، وأننا لا نقاتل اليهود من أجل العقيدة إنما نقاتلهم من أجل الأرض.
    ومن ثم وقع الإخوان فيما وقع فيه أهل الكتاب قديمًا، وذلك ما قاله ربنا سبحانه في كتابه: { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}.
    قال مجاهد: “يَعْنِي: «النَّصَارَى» {يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى} [الأعراف: 169] يَقُولُ: «مَا أَشْرَفَ لَهُمْ مِنْ شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا، حَلالاً كَانَ أَوْ حَرَامًا يَشْتَهُوَنَهُ أَخَذُوهُ، وَيَتَمَنَّوْنَ الْمَغْفِرَةَ، وَإِنْ يَجِدُوا فِي الْغَدِ مِثْلَهُ يَأْخُذُوهُ».
    قلت: وكذا حزب الإخوان ما تركوا شيئًا يحقق مصالحهم الحزبية إلا أخذوه، ولو على حساب العقيدة والشريعة، فهم لا يرفعون رأسًا لهما، ولسان حالهم بل مقالهم يؤكد هذا.
    فجلُّ تصريحاتهم وتأصيلاتهم في كتب مفكريهم ضد العقيدة والشريعة، علم هذا من علم وجهل هذا من جهل.
    وأما لسان حالهم في السودان وغزة وتركيا فلا خفاء فيه، فما طبَّقوا حدًّا ولا حكمًا شرعيًّا واحدًا في هذه البلاد التي تمكنوا منها، بل على العكس زالت بسبب توليهم الكثير من السنن، وحلَّت مكانها الكثير من الشركيات والبدع.
    والأخطر –وهذا موضوع خطبتنا- ازدياد تسلط الدولة الرافضية الشيعية الفارسية الإيرانية على هذه البلاد.
    ولذلك صدق الأمير نايف –ولي العهد في الدولة السنية السلفية السعودية- حفظه الله تعالى- حين قال منذ سنوات: “إن تاريخ الحزب يدل على أن قصدهم القفز إلى الحكم، وليس الدعوة إلى شرع الله وخير الإسلام والمسلمين.. وأنهم هم السبب في المشاكل في العالم الإسلامي”.
    فإن جماعة الإخوان المسلمين قد بُنيت على أصول بدعية فاسدة في أغلب أبواب الاعتقاد، كما بينت هذا بتفصيل من خلال كتابي: “الأصول البدعية لحزب الإخوان المسلمين”.
    ويكفيني في هذا المقام أن أذكر هذه الأصول على سبيل الإجمال، ومن أراد تفصيلها وتوثيقها فليرجع إلى الكتاب:
    الأصل الأول: الدعوة إلى التصوف، والتوسل بالأموات ودعائهم والتبرك بقبورهم وبناء المساجد عليها وشدُّ الرحال إلى هذه المساجد.
    الأصل الثاني: الدعوة إلى وحدة وأخوة الأديان، والأخوة الإنسانية العالمية، وعقد المؤتمرات لهذا الشأن، وبذل الأموال فيه.
    الأصل الثالث: التجميع القائم على جمع شتات الفرق البدعية بل والملل الكافرة تحت راية الحزب، مِمَّا يترتب عليه تمييع عقيدة الولاء والبراء.
    الأصل الرابع: عدم التزامهم بتحكيم الشريعة الإسلامية في أصول الاعتقاد والمنهج، وفي كيفية الدعوة إلى الله عز وجل، وفيما بينهم، وتعظيمهم القوانين الوضعية، واعتناق المذاهب السياسية الكافرة، وتمجيدها، والغلو فيها، نحو: الاشتراكية، والديمقراطية.
    الأصل الخامس: إثبات بعض صفات الله عز وجل على طريقة الأشاعرة والمعطِّلة مع تفويض المعنى في بقية صفات الله عز وجل على طريقة المفوِّضة.
    الأصل السادس: البيعـــة البــدعية القائمــة عـــلى مـــبدأ الطاعـــة العمياء للإمــــام، وهــــذا الأصل مستقى من غلاة الصوفية والشيعة الرافضة الإمامية.
    الأصل السابع: التنظيم السري (التنظيم الخاص) المأخوذ عن الرافضة والماسونية.
    الأصل الثامن: إجازة الحزبية، والدعوة إلى تعدد الأحزاب مع اعتبار حزبهم هو جماعة المسلمين التي يجب الانتماء إليها.
    الأصل التاسع: تكفير الحكَّام، والخروج عليهم بالقوة عن طريق المظاهرات والانقلابات والاغتيالات.
    الأصل العاشر: الغلو في مسألة الحاكمية –أو إقامة الخلافة والدولة-، وجعلها أخص خصائص التوحيد والغلو في تكفير عصاة المسلمين، وانبثاق الفرق الخارجية العصرية من حزب الإخوان.
    الأصل الحادي عشر: تحريف الجهاد الشرعي: معنى وغاية، وإدخال طرق الفساد في مسمى الجهاد.
    الأصل الثاني عشر: التنفير من العلم النافع، ومن العلماء إلا من والاهم وأقر حزبهم، وضحالتهم العلمية.
    الأصل الثالث عشر: العصبية الجاهلية البدعية لرموز الحزب من الرءوس الجهلة، والغلو فيهم، وتقديمهم على العلماء الربانيين.
    الأصل الرابع عشر: استحلال بعض المحرمات، والتهاون في ترك السنن، واعتبارها من القشور تحت ستار التيسير والوسطية.
    فمن يتتبع هذه الأصول يجد أنها نبعت من الفرق البدعية القديمة نحو: الخوارج، والأشاعرة، والمفوِّضة، والصوفية، والمعتزلة.
    وإني أحيل رئيس مصر المرتقب والمرشد العام حزب الإخوان المسلمين وبقية رموز الحزب –إن كان عندهم بقية باقية من الكرامة والنخوة والانتماء لسنة رسولهم صلى الله عليه وسلم ولأصحابه رضوان الله عليهم ولأمهات المؤمنين الأطهار- إلى ثلاث كتب في بيان المد الرافضي الأسود في الحقبة الأخيرة على بلاد الإسلام، وهي:
    الكتاب الأول: كتاب “رهينة بقبضة الخميني”، كتبه المستشرق روبرت دريفوس، وذكر فيه وثائق في غاية الخطورة تظهر كيف قامت المخابرات البريطانية بالتعاون مع الماسونية العالمية بصناعة الرافضي جمال الدين الأفغاني –الأب الروحي لحزب الإخوان المسلمين-، وخصَّص فصلاً في الكتاب بعنوان: “الإخوان المسلمون مكيدة بريطانية ضد الإسلام”.
    ومَن ثَمَّ صدق محدث مصر العلامة أحمد شاكر –الذي عاصر نشأة الحزب- لما قال: “.. حركة الشيخ حسن البنا وإخوانه المسلمين الذين قلبوا الدعوة الإسلامية إلى دعوة إجرامية هدَّامة ينفق عليها الشيوعيون واليهود، كما نعلم ذلك علم اليقين”.
    بل شهد على حزب الإخوان رجل منهم وهو محمد قطب، حيث قال: “إن جماعة الإخوان المسلمين قد انحدرت لدرجة أنني أعتبرهم احتياط موجود عند الغرب سيستخدمهم في حالة إحساسه أن الإسلاميين الحقيقيين سيصلون للحكم ويهددون المصالح الغربية في الشرق الإسلامي وأردف الشيخ قائلاً: وأنا أسأل الله العظيم ألا تصل هذه الجماعة إلى الحكم في أي بلد من بلاد المسلمين لأنها ستضرب كل من يخالفها وكل ذلك سيكون باسم الإسلام ولن تسمح لأحد بإبداء رأيه”.
    والكتاب الثاني: كتاب “البعث الشيعي في سورية (1919-2007) إعداد المعهد الدولي للدراسات السورية، وفيه بيان خطة الروافض في إدخال الرفض إلى سوريا تحت خطط مدروسة، وهم يسعون لتطبيق النموذج السوري في مصر كما تقدم ذكره في مخططاتهم ضد مصر.
    والكتاب الثالث: كتاب “غربان الخراب في وادي الرافدين” للدكتور طه حامد الدليمي، والذي بيَّن فيه الوحشية والشذوذ النفسي لمقتدى الصدر الرافضي وجيشه المسمى زورًا بجيش “المهدي” ضد المسلمين ومساجدهم في العراق، وإليك أمثلة يسيرة من مئات الجرائم الفظيعة لجيش الرافضة التي لا مثيل لها في التاريخ إلا ما جرى على أيدي التتار والمغول: ففي (ص197) من الكتاب المذكور: “هذه لقطة واحدة من مئات الأفعال الإجرامية التي ارتكبها جيش مقتدى هناك –أي في بغداد-: فبعد أن هدموا فيها أربعة مساجد سنية، قامت تلك الوحوش البشرية بحرق ستة من أبناء أهل السنة، بعد ربط أيديهم وأرجلهم ووضعهم في براميل من النفط وإشعال النار فيهم أحياء أمام عوائلهم وأطفالهم، هل يمكن أن هذا يصدر من نفوس تنتمي لأي طائفة بشرية مهما كانت”.
    وقال قبله في (ص196): “كتب أحد الذين زاروا مشرحة الطب العدلي في بغداد فقال: لم تتوقف الجثث منذ دخولنا في التاسعة صباحًا عن الوفود إلى المشرحة …بعض الجثث التي كشفنا عنها لم تكن تحمل أي آثار أو حتى معالم وجه إنسان بعد أن أزيلت بالكامل إما بواسطة الحرق أو مواد كيماوية (ماء النار) الذي يذيب وجه الجلد بالكامل، وبعض الجثث تم إحراقها، وبعضها تم تعذيبها بقطع أطرافها وأصابع اليد، وبعضها مشوهة بالكامل”.
    وقال أيضًا: “إن جثة الشيخ أنور عباس كانت مقطعة حيث قطع لسانه وبتر إصبع السبابة، وقطع ذكره، ووضع في جيب دشداشته، ومُزق صدره وبطنه بشفرة حلاقة حادة حتى بدت أحشاؤه، وكُتِب على جبينه سني قذر”.
    قلت: وهذه الأمثلة نقطة في بحر خضم من جرائم الرافضة عبر التاريخ، وهي تؤكد معتقدهم الخبيث في المسلمين المعظِّمين للصحابة رضوان الله عليهم بأنهم أكفر من اليهود والنصارى عندهم، كما قال حسين آل عصفور في كتابه >المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانيةمسائل الرجالنهج البلاغةولا كلام في أن المراد بالناصبة فيه هم أهل التسنن …”.
    وقال الكركي في “نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت (ص245): “ولكن أهل السنة شر جيل على وجه الأرض وأقلهم حياء من الله ورسوله”.
    ويقول نعمة الله الجزائري في “الأنوار النعمانية” (2/306، 307): “وأما الناصبي وأحواله وأحكامه فهو مِمَّا يتم ببيان أمرين: الأول في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنه نجس، وأنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي، وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية -رضوان الله عليهم-…”.
    وقال في (1/278-279): “إنَّا لـم نجتمع معهم –أي أهل السنة- على إله ولا على نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: أن ربهم هو الذي كان مـحمدًا -صلّى الله عليه وآله وسلّم- نبيه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، أن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربَّنا، ولا ذلك النبي نبينا”.
    وقال محمد طاهر الشيرازي في “الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين” (ص247): “مما يدل على إمامة أئمتنا الاثنى عشر أن عائشة كافرة مستحقة للنار، وهو مستلزم لحقية مذهبنا وحقية أئمتنا الاثنى عشر…”.
    وقال الشيخ حسين الموسوي في ” كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار” –المشهور بـ”لله ثم للتاريخ” (ص80): “ولما انتهى حكم آل بهلوي في إيران على إثر قيام الثورة الإسلامية، وتسليم الإمام الخميني زمام الأمور، توجب على علماء الشيعة زيارة وتهنئة للإمام بهذا النصر العظيم؛ لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء ..وفي جلسة خاصة مع الإمام –أي الخميني- قال لي: سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم، سنسفك دماء النواصب -أي: الـمسلمين-، ونقتل أبناءهم، ونستحي نساءهم، ولن نترك أحدًا منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والـمدينة من على وجه الأرض؛ لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة قبلة للناس في الصلاة، وسنحقق بذلك حلم الأئمة، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلاَّ التنفيذ!”. اهـ
    قلت: ورغم ظهور ضلال وكفر الخميني –عليه لعنة الله- لكل ذي عينين، حتى حكم عليه إمام السنة محمد ناصر الدين الألباني، وغيره من العلماء الربانيين بالكفر، فقد عميت أبصار حزب الإخوان، وختم الله على قلوبهم وأسماعهم، فقاموا بكتابة هذا العزاء في إمام الكفر والضلالة الخميني، وهذا نصُّ العزاء: “الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله: فقيد الإسلام الإمام الخميني، القائد الذي فجَّر الثورة الإسلامية ضد الطغاة، ويسألون الله له المغفرة والرحمة، ويقدمون خالص العزاء لحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني الكريم ..المرشد العام: حامد أبو النصر”([3])، قلت: فلا ندري أي إسلام هذا الذي يصير الخميني الزنديق –سفَّاك دماء المسلمين وداعية الوثنية والزندقة والفجور- فقيدًا له، هل هو دين الله الحق الذي يبرأ من اعتقادات الخميني الكفرية، أم هو دين آخر -لا معالم له- خاص بحزب الإخوان؟!!
    وقد بيَّنت بتفصيل حقيقة العلاقة المريبة بين حزب الإخوان والرافضة من خلال كتابي “كشف العلاقة المريبة”، والذي أنا بصدد إعداد طبعة جديدة منه -إن شاء الله- فيها الإشارة إلى التداعيات الأخيرة لهذه العلاقة المريبة.
    وأني أهيب بإخواننا في مصر وغيرها أن يسعوا بكل جد ما استطاعوا إلى نشر هذا التحذير من التآمر الرافضي الإخواني على بلاد الإسلام عامة وعلى مصر بالخصوص، لعل الله سبحانه العلي القدير أن يحبط مكرهم بهذا البيان والتحذير.
    نسأل الله القوي المتين أن يستأصل شأفة الروافض في كل مكان، وأن يجعلهم شذرًا مذرًا، وأن لا يبقي لهم أثرًا، وأن يجعل لأهل السنة اليد الطولى عليهم { وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}، { وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً}.
    وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليمًا كثيرًا.
    وكتب: أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري
    عصر الخميس 10 رجب 1433ه منقول………..

أضف تعليق